من ربك) *، وقوله: * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) *.
وهو تصريح منه جل وعلا بأن إيراث هذا الكتاب فضل كبير والآيات بمثل هذا كثيرة جدا.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (ولم يجعل له عوجا) * أي لم يجعل في القرآن عوجا. أي لا اعوجاج فيه البتة، لا من جهة الألفاظ، ولا من جهة المعاني. أخباره كلها صدق، وأحكامه عدل، سالم من جميع العيوب في ألفاظه ومعانيه، وأخباره وأحكامه. لأن قوله (عوجا) نكرة في سياق النفي. فهي تعم نفي جميع أنواع العواج.
وما ذكره جل وعلا هنا من أنه لا اعوجاج فيه بينه في مواضع أخر كثيرة كقوله: * (ولقد ضربنا للناس فى هاذا القرءان من كل مثل لعلهم يتذكرون قرءانا عربيا غير ذى عوج لعلهم يتقون) *، وقوله: * (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) *. فقوله (صدقا) أي في الأخبار، وقوله (عدلا) أي في الأحكام وكقوله تعالى: * (أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) *. والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا.
وقوله في هذه الآية الكريمة: * (قيما) * أي مستقيما لا ميل فيه ولا زيغ. وما ذكره هنا من كونه * (قيما) * لا ميل فيه ولا زيغ بينه أيضا في مواضع أخر، كقوله * (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة) *، وقوله تعالى: * (إن هاذا القرءان يهدى للتى هى أقوم) *، وقوله: * (وما كان هاذا القرءان أن يفترى من دون الله ولاكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) *. وقوله تعالى: * (ما كان حديثا يفترى ولاكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شىء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) * وقوله * (ألم ذالك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) *، وقوله * (الر كتاب أحكمت ءاياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) * وقوله: * (ولاكن جعلناه نورا نهدى به من نشآء من عبادنا) * إلى غير ذلك من الآيات.