أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ١٨٤
الا رض) * * (أو تكون لك جنة) * أي بستان من نخيل وعنب. فيفجر خلالها، أي وسطها أنهارا من الماء، أو يسقط السماء عليهم كسفا: أي قطعا كما زعم. أي في قوله تعالى: * (إن نشأ نخسف بهم الا رض أو نسقط عليهم كسفا من السمآء) *. أو يأتيهم بالله والملائكة قبيلا: أي معاينة. قاله قتادة وابن جريج) كقوله: * (لقآءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى) *.
وقال بعض العلماء: قبيلا: أي كفيلا. من تقبله بكذا: إذا كفله به. والقبيل والكفيل والزعيم بمعنى واحد. وقال الزمخشري قبيلا بما تقول، شاهدا بصحته. وكون القبيل في هذه الآية بمعنى الكفيل مروي عن ابن عباس والضحاك. وقال مقاتل: * ((91)) * شهيدا. وقال مجاهد: هو جمع قبيلة. أي تأتي بأصناف الملائكة. وعلى هذا القول فهو حال من الملائكة، أو يكون له بيت من زخرف: أي من ذهب: ومنه قوله (في الزخرف): * (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمان لبيوتهم سقفا من فضة) * إلى قوله * (وزخرفا) * أي ذهبا. أو يرقى في السماء: أي يصعد فيه، وإنهم لن يؤمنوا لرقيه: أي من أجل صعوده، حتى ينزل عليهم كتابا يقرؤونه. وهذا التعنت والعناد العظيم الذي ذكره جل وعلا عن الكفار هنا بينه في مواضع أخر. وبين أنهم لو فعل الله ما اقترحوا ما آمنوا. لأن من سبق عليه الشقاء لا يؤمن. كقوله تعالى: * (ولو نزلنا عليك كتابا فى قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هاذآ إلا سحر مبين) *، وقوله: * (ولو أننا نزلنآ إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شىء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشآء الله) *، وقوله: * (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون) *، وقوله: * (وما يشعركم أنهآ إذا جآءت لا يؤمنون) *، وقوله: * (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جآءتهم كل ءاية حتى يروا العذاب الا ليم) *، والآيات بمثل هذا كثيرة.
وقوله في هذه الآية * (كتابا نقرءه) * أي كتابا من الله إلى كل رجل منا.
ويوضح هذا قوله تعالى (في المدثر): * (بل يريد كل امرىء منهم أن يؤتى صحفا
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»