أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ١٨٩
* فالسابق انصبه بفعل أضمرا * حتما موافق لما قد أظهرا * قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمان أيا ما تدعوا فله الا سمآء) *. أمر الله جل وعلا عباده في هذه الآية الكريمة: أن يدعوه بما شاؤوا من أسمائه، إن شاؤواا قالوا: يا الله، وإن شاؤوا قالوا: يا رحمن، إلى غير ذلك من أسمائه جل وعلا.
وبين هذا المعنى في غير هذا الموضع. كقوله: * (ولله الأسمآء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) *، وقوله: * (هو الله الذى لا إلاه إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمان الرحيم هو الله الذى لا إلاه إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارىء المصور له الا سمآء الحسنى يسبح له ما فى السماوات والا رض وهو العزيز الحكيم) *.
وقد بين جل وعلا في غير هذا الموضع: أنهم تجاهلوا اسم الرحمن في قوله: * (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمان قالوا وما الرحمان) *. وبين لهم بعض أفعال الرحمن جل وعلا في قوله: * (الرحمان علم القرءان خلق الإنسان علمه البيان) * ولذا قال بعض العلماء: إن قوله * (الرحمان علم القرءان) * جواب لقولهم: * (قالوا وما الرحمان) *. وسيأتي لهذا إن شاء الله زيادة إيضاح (في سورة الفرقان). قوله تعالى: * (وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا) *. أمر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة الناس على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. لأن أمر القدوة أمر لاتباعه كما قدمنا أن يقولوا: (الحمد لله) أي كل ثناء جميل لائق بكماله وجلاله، ثابت له، مبينا أنه منزه عن الأولاد والشركاء والعزة بالأولياء، سبحانه وتعالى عن ذلك كله علوا كبيرا.
فبين تنزهه عن الولد والصاحبة في مواضع كثيرة. كقوله: * (قل هو الله أحد) * إلى آخر السورة، وقوله: * (وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا) *، وقوله: * (بديع السماوات والا رض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شىء وهو بكل شىء عليم) *، وقوله: * (وقالوا اتخذ الرحمان ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الا رض وتخر الجبال هدا أن دعوا
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»