إيضاحه. وقرأ ابن ذكوان (وناء) كجاء، وهو بمعنى نآى. كقولهم: راء في رأى. قوله تعالى: * (ومآ أوتيتم من العلم إلا قليلا) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه ما أعطى خلقه من العلم إلا قليلا بالنسبة إلا علمه جل وعلا. لأن ما أعطيه الخلق من العلم بالنسبة إلى علم الخالق قليل جدا.
ومن الآيات التي فيها الإشارة إلى ذلك قوله تعالى: * (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا) *، وقوله: * (ولو أنما فى الا رض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) *. قوله تعالى: * (إن فضله كان عليك كبيرا) *. بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن فضله على نبيه صلى الله عليه وسلم كبير.
وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر. كقوله: * (وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) *، وقوله: * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا) * وقوله: * (ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذى أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وبين تعالى في موضع آخر: أن فضله كبير على جميع المؤمنين، وهو قوله: * (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) * وبين المراد بالفضل الكبير في قوله: * (والذين ءامنوا وعملوا الصالحات فى روضات الجنات لهم ما يشآءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير) *. قوله تعالى: * (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الا رض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الا نهار خلالها تفجيرا أو تسقط السمآء كما زعمت علينا كسفا أو تأتى بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى فى السمآء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرءه قل سبحان ربى هل كنت إلا بشرا رسولا) *. بين الله جل وعلا في هذه الآيات الكريمة شدة عناد الكفار وتعنتهم، وكثرة اقتراحاتهم لأجل التعنت لا لطلب الحق. فذكر أنهم قالوا له صلى الله عليه وسلم: إنهم لن يؤمنوا له أي لن يصدقوه حتى يفجر لهم من الأرض ينبوعا. وهو يفعول من نبع: أي ماء غزير. ومنه قوله تعالى: * (فسلكه ينابيع فى