أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ١٩٠
للرحمان ولدا وما ينبغى للرحمان أن يتخذ ولدا) *، والآيات بمثل ذلك كثيرة.
وبين في مواضع أخر: أنه لا شريك له في ملكه، أي ولا في عبادته. كقوله: * (وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير) *، وقوله: * (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) *، وقوله: * (تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شىء قدير) *، وقوله: * (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشآء وتنزع الملك ممن تشآء وتعز من تشآء وتذل من تشآء) *، والآيات بمثل ذلك كثيرة. ومعنى قوله في هذه الآية * (ولم يكن له ولى من الذل) * يعني أنه لا يذل فيحتاج إلى ولي يعزبه. لأنه هو العزيز القهار، الذي كل شيء تحت قهره وقدرته، كما بينه في مواضع كثيرة كقوله: * (والله غالب على أمره) *، وقوله: * (إن الله عزيز حكيم) * والعزيز: الغالب. وقوله: * (وهو القاهر فوق عباده) * والآيات بمثل ذلك كثيرة. وقوله * (وكبره تكبيرا) * أي عظمه تعظيما شديدا. ويظهر تعظيم الله في شدة المحافظة على امتثال أمره واجتناب نهيه، والمسارعة إلى كل ما يرضيه، كقوله تعالى: * (ولتكبروا الله على ما هداكم) * ونحوها من الآيات، والعلم عند الله تعالى.
وروى ابن جرير في تفسير هذه الآية الكريمة عن قتادة أنه قال: ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصغير والكبير من أهله هذه الآية * (الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا) *. وقال ابن كثير: قلت وقد جاء في حديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى هذه الآية آية العز. وفي بعض الآثار: أنها ما قرئت في بيت في ليلة فيصيبه سرق أو آفة. والله أعلم. ثم ذكر حديثا عن أبي يعلى من حديث أبي هريرة مقتضاه: أن قراءة هذه الآية تذهب السقم والضر، ثم قال: إسناده ضعيف، وفي متنه نكارة. والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»