نفع العباد ومصلحتهم. * (على من يشاء من عباده) * وهم الرسل، الذين فضلهم، واختصهم لوحيه، ودعوة عباده. والفائدة في إرسال الرسل، هو تحصيل سعادة العباد، في دينهم، ودنياهم، وآخرتهم، وإزالة الشقاوة عنهم، في دينهم، ودنياهم، وآخرتهم، ولهذا قال: * (لينذر) * من ألقى إليه الوحي * (يوم التلاق) * أي: يخوف العباد بذلك، ويحثهم على الاستعداد له، بالأسباب المنجية مما يكون فيه. وسماه (يوم التلاق) لأنه يلتقي فيه الخالق والمخلوق، والمخلوقون بعضهم مع بعض، والعاملون، وأعمالهم وجزاؤهم. * (يوم هم بارزون) * أي: ظاهرون على الأرض، وقد اجتمعوا في صعيد واحد، لا عوج ولا أمت فيه، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر. * (لا يخفى على الله منهم شيء) * لا من ذواتهم، ولا من أعمالهم، ولا من جزاء ذلك الأعمال. * (لمن الملك اليوم) * أي: من هو المالك لذلك اليوم العظيم، الجامع للأولين والآخرين، أهل السماوات وأهل الأرض الذي، انقطعت فيه الشركة في الملك، وتقطعت الأسباب، ولم يبق إلا الأعمال الصالحة أو السيئة؟ الملك * (لله الواحد القهار) * أي: المنفرد في ذاته وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، فلا شريك له في شيء منها، بوجه من الوجوه. * (القهار) * لجميع المخلوقات، الذي دانت له المخلوقات، وذلت وخضعت، خصوصا في ذلك اليوم، الذي عنت فيه الوجوه للحي القيوم، يومئذ لا تكلم نفس إلا بإذنه. * (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت) * في الدنيا، من خير وشر، قليل وكثير. * (لا ظلم اليوم) * على أحد، بزيادة في سيئاته، أو نقص في حسناته. * (إن الله سريع الحساب) * أي: لا تستبطئوا ذلك اليوم، فإنه آت، وكل آت قريب. وهو أيضا سريع المحاسبة لعباده يوم القيامة، لإحاطة علمه وكمال قدرته. * (وأنذرهم يوم الأزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع * يعلم خآئنة الأعين وما تخفي الصدور * والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير) * يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: * (وأنذرهم يوم الآزفة) * أي: يوم القيامة التي قد أزفت وقربت، وآن الوصول إلى أهوالها، وقلاقلها، وزلازلها. * (إذ القلوب لدى الحناجر) * أي: قد ارتفعت، وبقيت أفئدتهم هواء، ووصلت القلوب، من الروع والكرب، إلى الحناجر، شاخصة أبصارهم. * (كاظمين) * لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، وكاظمين على ما في قلوبهم، من الروع الشديد، والمزعجات الهائلة. * (ما للظالمين من حميم) * أي: قريب ولا صاحب * (ولا شفيع يطاع) *. لأنه الشفعاء لا يشفعون في الظالم نفسه بالشرك، ولو قدرت شفاعتهم، فالله تعالى لا يرضى شفاعتهم، فلا يقبلها. * (يعلم خائنة الأعين) * هو النظر الذي يخفيه العبد عن جليسه ومقارنه، وهو نظر المسارقة. * (وما تخفي الصدور) * مما لم يبينه العبد لغيره، فالله تعالى يعلم ذلك الخفي، فغيره من الأمور الظاهرة، من باب أولى وأحرى. * (والله يقضي بالحق) * لأن قوله حق، وحكمه الشرعي حق، وحكمه الجزائي حق. وهو المحيط علما، وكتابة، وحفظا بجميع الأشياء، وهو المنزه عن الظلم والنقص، وسائر العيوب. وهو الذي يقضي قضاءه القدري، الذي إذا شاء شيئا كان، وما لم يشأ لم يكن. وهو الذي يقضي بين عباده المؤمنين والكافرين في الدنيا، ويفصل بينهم، بفتح ينصر به أولياءه وأحبابه. * (والذين يدعون من دونه) * وهذا شامل لكل ما عبد من دون الله * (ولا يقضون بشيء) * لعجزهم، وعدم إرادتهم للخير، وعدم استطاعتهم لفعله. * (إن الله هو السميع) * لجميع الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات. * (البصير) * بما كان وما يكون، ولا يبصر، وما لا يبصر، وما يعلم العباد، وما لا يعلمون. قال في أول هاتين الآيتين * (وأنذرهم يوم الآزفة) * ثم وصفها بهذه الأوصاف، المقتضية للاستعداد لذلك اليوم العظيم، لاشتمالها على الترغيب والترهيب. * (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب) * يقول تعالى: * (أولم يسيروا في الأرض) * أي: بقلوبهم وأبدانهم، سير نظر واعتبار، وتفكر في الآثار. * (فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم) * من المكذبين، فسيجدونها شر العواقب، عاقبة الهلاك والدمار، والخزي والفضحية. وقد * (كانوا أشد منهم قوة) * في العدد والعدد وكبر الأجسام. * (و) * أشد * (آثارا في
(٧٣٥)