* (أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يض لل الله فما له من ه اد * ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام) * * (أليس الله بكاف عبده) * أي: أليس من كرمه وجوده، وعنايته بعبده الذي قام بعبوديته، وامتثل أمره، واجتنب ما نهي عنه، خصوصا، أكمل الخلق عبودية لربه، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى، سيكفيه في أمر دينه ودنياه، ويدفع عنه من ناوأه بسوء. * (ويخوفونك بالذين من دونه) * من الأصنام والأنداد، أن تنالك بسوء، وهذا من غيهم وضلالهم. * (ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل) * لأنه تعالى، الذي بيده الهداية والإضلال، وهو الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن. * (أليس الله بعزيز) * له العزة الكاملة، التي قهر بها كل شيء، وبعزته يكفي عبده، ويدفع عنه مكرهم. * (ذي انتقام) * ممن عصاه، فاحذروا موجبات نقمته. * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوك ل المتوكلون) * أي ولئن سألت هؤلاء الضلال، الذين يخوفونك بالذين من دونه، وأقمت عليهم دليلا من أنفسهم، فقلت: * (من خلق السماوات والأرض) * لم يثبتوا لآلهتهم من خلقها شيئا. * (ليقولن الله) * وحده، الذي خلقها. * (قل) * لهم مقررا عجز آلهتهم، بعدما تبينت قدرة الله: * (أفرأيتم) * أي: أخبروني * (ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر) * أي ضر كان. * (هل هن كاشفات ضره) * بإزالته بالكلية، أو بتخفيفه من حال إلى حال؟ * (أو أرادني برحمة) * يوصل إلي بها منفعة في ديني أو دنياي. * (هل هن ممسكات رحمته) * ومانعاتها عني؟ سيقولون: لا يكشفون الضر، ولا يمسكون الرحمة. قل لهم بعدما تبين الدليل القاطع، على أنه وحده المعبود، وأنه الخالق للمخلوقات، النافع الضار وحده، وأن غيره عاجز من كل وجه عن الخلق، والضر، مستجلبا كفايته، مستدفعا مكرهم وكيدهم: * (قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون) * أي: عليه يعتمد المعتمدون في جلب مصالحهم، ودفع مضارهم. فالذي بيده وحده الكفاية، هو حسبي، سيكفيني كل ما أهمني، وما لا أهتم به. * (قل يقوم اعملوا على مكانتك م إني عامل فسوف تعلمون * من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) * أي: * (قل) * لهم يا أيها الرسول: * (يا قوم اعملوا على مكانتكم) * أي: على حالتكم التي رضيتموها لأنفسكم، من عبادة من لا يستحق العبادة، ولا له من الأمر شيء. * (إني عامل) * على ما دعوتكم إليه، من إخلاص الدين لله تعالى وحده. * (فسوف تعلمون) * لمن العاقبة و * (من يأتيه عذاب يخزيه) * في الدنيا. * (ويحل عليه) * في الأخرى * (عذاب مقيم) * لا يحول عنه، ولا يزول. وهذا تهديد عظيم لهم، وهم يعلمون أنهم المستحقون للعذاب المقيم، ولكن الظلم والعناد حال بينهم وبين الإيمان. * (إنآ أنزلنا عليك الكتاب للن اس بالحق ف من اهت دى فلنفسه ومن ض ل فإنما يضل عليها ومآ أنت عليهم بوك يل) * يخبر تعالى أنه أنزل على رسوله الكتاب المشتمل على الحق، في أخباره، وأوامره، ونواهيه، الذي هو مادة الهداية، وبلاغ لمن أراد الوصول إلى الله، وإلى دار كرامته، وأنه قامت به الحجة على العالمين. * (فمن اهتدى) * بنوره واتبع أوامره * (ف) * إن نفع ذلك، يعود * (لنفسه ومن ضل) * بعدما تبين له الهدى * (فإنما يضل عليها) * لا يضر الله شيئا. * (وما أنت عليهم بوكيل) * تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها، وتجبرهم على ما تشاء. وإنما أنت مبلغ، تؤدي إليهم ما أمرت به. * (الله يتوفى الأنفس حين موت ها والتي لم تمت في منام ها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) * يخبر تعالى، أنه المنفرد بالتصرف بالعباد، في حال يقظتهم ونومهم، وفي حال حياتهم وموتهم. فقال: * (الله يتوفى الأنفس حين موتها) * وهذه الوفاة الكبرى، وفاة الموت. وإخباره أنه يتوفى الأنفس وإضافة الفعل إلى نفسه، لا ينافي أنه قد وكل بذلك ملك الموت وأعوانه، كما قال تعالى: * (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) * * (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون) * لأنه تعالى يضيف الأشياء إلى نفسه، باعتبار أنه الخالق المدبر. ويضيفها إلى أسبابها، باعتبار أن من سنته تعالى وحكمته، أن جعل لكل أمر من الأمور سببا. وقوله: * (والتي لم تمت في منامها) * وهذه هي الموتة الصغرى، أي: ويمسك النفس، التي لم تمت في منامها. * (فيمسك) * من هاتين النفسين النفس * (التي قضى عليها الموت) * وهي نفس
(٧٢٥)