* (الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك) * بل الملك كله لله الواحد القهار. فالعالم العلوي والسفلي، كلهم مملكون لله، ليس لأحد من الملك شيء. * (ولم يكن له ولي من الذل) * أي: لا يتولى أحدا من خلقه، ليتعزز به ويعاونه. فإنه الغني الحميد، الذي لا يحتاج إلى أحد من المخلوقات، في الأرض ولا في السماوات، ولكنه يتخذ إحسانا منه إليهم ورحمة بهم * (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) *. * (وكبره تكبيرا) * أي: عظمه وأجله بالإخبار بأوصافه العظيمة، وبالثناء عليه، بأسمائه الحسنى، وبتحميده بأفعاله المقدسة، وبتعظيمه وإجلاله بعبادته وحده، لا شريك له، وإخلاص الدين كله له. تم تفسير سورة الإسراء. سورة الكهف * (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا * ماكثين فيه أبدا * وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا * ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا * فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا به ذا الحديث أسفا) * الحمد هو الثناء عليه بصفاته، التي هي كلها صفات كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وأجل نعمه على الإطلاق، إنزاله الكتاب العظيم على عبده ورسوله، محمد صلى الله عليه وسلم. فحمد نفسه، وفي ضمنه، إرشاد العباد ليحمدوه على إرسال الرسول إليهم، وإنزال الكتاب عليهم، ثم وصف هذا الكتاب بوصفين مشتملين، على أنه الكامل من جميع الوجوه، وهما نفي العوج عنه، وإثبات أنه مقيم مستقيم، فنفي العوج، يقتضي أنه ليس في أخباره كذب، ولا في أوامره ونواهيه، ظلم ولا عبث. وإثبات الاستقامة، يقتضي أنه لا يخبر ولا يأمر إلا بأجل الإخبارات وهي الأخبار، التي تملأ القلوب معرفة وإيمانا وعقلا، كالإخبار بأسماء الله وصفاته وأفعاله، ومنها الغيوب المتقدمة والمتأخرة، وأن أوامره ونواهيه، تزكي النفوس،
(٤٦٩)