تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٢٧ - الصفحة ٧١
ما لا يخفى، و * (هم) * يجوز أن يكون تأكيدا للضمير المنصوب ويجوز أن يكون فصلا لأنه واقع بين معرفة وأفعل التفضيل، وحذف المفضول مع الواقع خبرا لكان لأنه جار مجرى خبر المبتدأ وحذفه فصيح فيه فكذلك في خبر كان.
* (والمؤتفكة أهوى) *.
* (والمؤتفكة) * هي قرى قوم لوط سميت بذلك لأنها ائتفكت بأهلها أي انقلبت بهم، ومنه الإفك لأنه قلب الحق، وجوز أن يراد بالمؤتفكة كل ما انقلبت مساكنه ودثرت أماكنه.
وقرأ الحسن - والمؤتفكات - جمعا * (أهوى) * أي أسقطها إلى الأرض بعد أن رفعها على جناح جبيريل عليه السلام إلى السماء، وقال المبرد: جعلها تهوى.
والظاهر أن أهوى ناصب للمؤتفكة وأخر العامل لكونه فاصلة، وجوز أن يكون - المؤتفكة - معطوفا على ما قبله و * (أهوى) * مع فاعله جملة في موضع الحال بتقدي قد، أو بدونه توضح كيفية إهلاكهم.
* (فغش‍اها ما غشى) *.
* (فغشاها ما غشى) * فيه تهويل للعذاب وتعميم لما أصابهم منه لأن الموصول من صيغ العموم العموم والتضعيف في غشاها يحتمل أن يكون للتعدية فيكون * (ما) * مفعولا ثانيا والفاعل ضميره تعالى، ويحتمل أن يكون للتكثير والمبالغة ف * (ما) * هي الفاعل.
* (فبأى آلاء ربك تتمارى) *.
* (فبأي ألاء ربك تتمارى) * تتشكك والتفاعل هنا مجرد عن التعدد في الفاعل والمفعول للمبالغة في الفعل، وقيل: إن فعل التماري للواحد باعتبار تعدد متعلقه وهو الآلاء المتماري فيها، والخطاب قيل: لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه من باب الإلهاب والتعريض بالغير، وقيل: للإنسان على الإطلاق وهو أظهر والاستفهام للإنكار، والآلاء جمع إلى النعم، والمراد به ما عد في الآيات قبل وسمي الكل بذلك مع أن منه نقما لما في النقم من العبر والمواعظ للمعتبرين والانتفاع للأنبياء والمؤمنين فهي نعم بذلك الاعتبار أيضا، وقيل: التعبير بالآلاء للتغليب وتعقب بأن المقام غير مناسب له، وقرأ يعقوب. وابن محيصن - ربك تمارى - بتاء مشددة.
* (ه‍اذا نذير من النذر الاولى) *.
* (ه‍اذا نذير من النذر الأولى) * الإشارة إلى القرآن. وقال أبو مالك: إلى الأخبار عن الأمم، أو الإشارة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والنذير يجيء مصدرا ووصفا، والنذر جمعه مطلقا وكل من الأمرين محتمل هنا، ووصف * (النذر) * جمعا للوصف بالأولى على تأويل الفرقة، أو الجماعة، واختير على غيره رعاية للفاصلة، وأيا ما كان فالمراد * (هذا نذير من) * جنس * (النذر الأولى) *.
وفي " الكشف " أن قوله تعالى: * (هذا نذير) * الخ فذلكة للكلام إما لما عدد من المشتمل عليه الصحف وإما لجميع الكلام من مفتتح السورة فتدبر ولا تغفل.
* (أزفت الازفة) *.
* (أزفت الأزفة) * أي قربت الساعة الموصوفة بالقرب في غير آية من القرآن، فأل في * (الآزفة) * كاللعهد لا للجنس، وقيل: * (الآزفة) * علم بالغلبة للساعة هنا، وقيل: لا بأس بإرادة الجنس ووصف القريب بالقرب للمبالغة.
* (ليس لها من دون الله كاشفة) *.
* (ليس لها من دون الله) * أي غير الله تعالى أو إلا الله عز وجل * (كاشفة) * نفس قادرة على كشفها إذا وقعت لكنه سبحانه لا يكشفها؛ والمراد بالكشف الإزالة، وقريب من هذا ما روى عن قتادة. وعطاء. والضحاك أي إذا غشيت الخلق أهوالها وشدائدها لم يكشفها ولم يردها عنهم أحد، أو ليس لها الآن نفس كاشفة أي مزيلة للخوف منها فإنه باق إلى أن يأتي الله سبحانه بها وهو مراد الزمخشري بقوله: أوليس لها الآن نفس كاشفة بالتأخير، وقيل: معناه لو وقعت الآن لم يردها إلى وقتها أحد إلا الله تعالى، فالكشف بمعنى التأخير وهو إزالة مخصوصة، وقال الطبري. والزجاج: المعنى
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»