* (الجزآء الأوفى) * مصدر مبين للنوع وإذا جاز وصف المجزى به بالأوفى جاز وصف الحدث عن الجزاء لملابسته له، وجوز كونه مفعولا به بمعنى المجزى به وحينئذ يكون الفعل في حكم المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل. ولا بأس لأن الثاني بالحدث والإيصال لا التوسع فيجيء فيه الخلاف، وبعضهم يجعل الجزاء منصوبا بنزع الخافض، وجوز أن يكون الضمير المنصوب في * (يجزاه) * للجزاء لا للسعي، و * (الجزاء الأوفى) * عليه عطف بيان، أو بدل كما في قوله تعالى: * (وأسروا النجوى الذين ظلموا) * وتعقبه أبو حيان بأن فيه إبدال الظاهر من الضمير وهي مسألة خلافية والصحيح المنع.
* (وأن إلى ربك المنتهى) *.
* (وأن إلى ربك المنتهى) * أي إن انتهاء الخلق ورجوعهم إليه تعالى لا إلى غيره سبحانه استقلالا ولا اشتراكا، والمراد بذلك رجوعهم إليه سبحانه يوم القيامة حين يحشرون ولهذا قال غير واحد: أي إلى حساب ربك أو إلى ثوابه تعالى من الجنة وعبقابه من النار الانتهاء، وقيل: المعنى أنه عز وجل منتهى الأفكار فلا تزال الأفكار تسير في بيداء حقائق الأشياء وماهياتها والإحاطة بما فيها حتى إذا وجهت إلى حرم ذات الله عز وجل وحقائق صفاته سبحانه وقفت وحرنت وانتهى سيرها، وأيد بما أخرجه البغوي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الآية: * (لا فكرة في الرب) * وأخرجه أبو الشيخ في العظمة عن سفيان الثوري، وروى عنه عليه الصلاة والسلام: " إذا ذكر الرب فانتهوا "، وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس قال: " مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون في الله فقال: تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق فإنكم لن تقدروه " وأخرج أبو الشيخ عن أبي ذر قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا ".
واستدل بذلك من قال باستحالة معرفته عز وجل بالكنه، والبحث في ذلك طويل، وأكثر الأدلة النقلية على عدم الوقوع، وقرأ أبو السماء، وإن بالكسر هنا وفيما بعد على أن الجمل منقطعة عما قبلها فلا تكون مما في الصحف.
* (وأنه هو أضحك وأبكى) *.
* (وأنه هو أضحك وأبكى) * خلق فعلي الضحك والبكاء، وقال الزمخشري: خلق قوتي الضحك والبكاء، وفيه دسيسة اعتزال، وقال الطيبي: المراد خلق السرور والحزن أو ما يسر ويحزن من الأعمال الصالحة والطالحة، ولذا قرن بقوله تعالى:
* (وأنه هو أمات وأحيا) *.
* (وأنه هو أمات وأحيا) * وعليه فهو مجاز ولا يخفى أن الحقيقة أيضا تناسب الإماتة والإحياء لا سيما والموت يعقبه البكاء غالبا والاحياء عند الولاد الضحك وما أحسن قوله: ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا * والناس حولك يضحكون سرورا فاجهد لنفسك أن تكون إذا بكوا * في يوم موتك ضاحكا مسرورا وقال مجاهد. والكلبي: * (أضحك) * أهل الجنة * (وأبكى) * أهل النار، وقيل: * (أضحك) * الأرض بالنبات * (وأبكى) * السماء بالمطر، وتقديم الضمير وتكرير الإسناد للحصر أي أنه تعالى فعل ذلك لا غيره سبحانه، وكذا في أنه * (هو أمات وأحيا) * فلا يقدر على الإماتة والإحياء غير عز وجل، والقاتل إنما ينقض البنية الإنسانية ويفرق أجزاءها والموت الحاصل بذلك فعل الله تعالى على سبيل العادة في مثله فلا إشكال في الحصر.
* (وأنه خلق الزوجين الذكر والانثى) *.
* (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى) * من نوع الإنسان وغيره من أنواع الحيوانات ولم يذكر الضمير على طرز ما تقدم لأنه لا يتوهم نسبة خلق الزوجين إلى غيره عز وجل.
* (من نطفة إذا تمنى) *.
* (من نطفة إذا تمنى) * أي تدفق في الرحم