تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٤ - الصفحة ٢١
تكون عليهم حسرة» ندما وغما لفواتها من غير حصول المقصود جعل ذاتها حسرة وهي عاقبة إنفاقها مبالغة «ثم يغلبون» آخر الأمر وإن كان الحرب بينهم سجالا قبل ذلك «والذين كفروا» أي تموا على الكفر وأصروا عليه «إلى جهنم يحشرون» أي يساقون لا إلى غيرها «ليميز الله الخبيث من الطيب» أي الكافر من المؤمن أو الفساد من الصلاح واللام متعلقة بيحشرون أو بيغلبون أو ما أنفقه المشركون في عداوته صلى الله عليه وسلم مما أنفقه المسلمون في نصرته واللام متعلقة بقوله ثم تكون عليهم حسرة وقرئ ليميز بالتشديد للمبالغة «ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا» أي يضم بعضه إلى بعض حتى يتراكموا لفرط ازدحامهم فيجمعه أو يضم إلى الكافر ما أنفقه ليزيد به عذابه كما للكافرين «فيجعله في جهنم» كله «أولئك» إشارة إلى الخبيث إذ هو عبارة عن الفريق أو إلى المنفقين وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد درجتهم في الخبث «هم الخاسرون» الكاملون في الخسران لأنهم خسروا أنفسهم وأموالهم «قل للذين كفروا» هم أبو سفيان وأصحابه أي قل لأجلهم «إن ينتهوا» عما هم فيه من معاداة النبي صلى الله عليه وسلم بالدخول في الإسلام «يغفر لهم ما قد سلف» من الذنوب وقريء إن تنتهوا يغفر لكم ويغفر لكم على البناء للفاعل وهو الله تعالى «وإن يعودوا» إلى قتالهم «فقد مضت سنة الأولين» الذين تحزبوا على الأنبياء عليهم السلام بالتدبير كما جرى على أهل بدر فليتوقعوا مثل ذلك «وقاتلوهم» عطف على قل وقد عمم الخطاب لزيادة ترغيب المؤمنين في القتال لتحقيق ما يتضمنه قوله تعالى فقد مضت سنة الأولين من الوعيد «حتى لا تكون فتنة» أي لا يوجد منهم شرك «ويكون الدين كله لله» وتضمحل الأديان الباطلة إما بإهلاك أهلها جميعا أو برجوعهم عنها خشية القتل «فإن انتهوا» عن الكفر بقتالكم «فإن الله بما يعملون بصير» فيجازيهم على انتهائهم عنه وإسلامهم وقرئ بتاء الخطاب أي بما تعملون من الجهاد المخرج لهم إلى الإسلام وتعليقه بانتهائهم للدلالة على أنهم يثابون بالسببية كما يثاب المباشرون بالمباشرة «وإن تولوا» ولم ينتهوا عن ذلك «فاعلموا أن الله مولاكم» ناصركم فثقوا به ولا تبالوا بمعاداتهم «نعم المولى» لا يضيع من تولاه «ونعم النصير» لا يغلب من نصره
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 8 - سورة الأنفال 2
2 قوله تعالى: إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. 15
3 (الجزء العاشر) قوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه و للرسول ولذي القربى واليتامى الخ 22
4 9 - سورة التوبة 39
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل الخ 62
6 قوله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها و المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي السبيل الله وابن السبيل. 76
7 (الجزء الحادي عشر) قوله تعالى: إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف. 93
8 قوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة الخ. 111
9 10 - سورة يونس عليه السلام 115
10 قوله تعالى: الذين أحسنوا الحسنى وزيادة. 138
11 قوله تعالى: واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت. 164
12 11 - سورة هود عليه السلام 182
13 (الجزء الثاني عشر) قوله تعالى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. 186
14 قوله تعالى: وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها إن ربي فغفور رحيم. 209
15 قوله تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 231
16 12 - سورة يوسف عليه السلام 250
17 قوله تعالى: وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي. 285
18 قوله تعالى: رب قد آتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض. 308