أحدا قبلك ولا يعطيه أحدا بعدك ولا ينقصك مما دخر لك عنده شيئا فقال لا بل يجمعهما لي في الآخرة جميعا فنزلت تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك * قوله تعالى (إذا رأتهم من مكان بعيد) * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله إذا رأتهم من مكان بعيد قال من مسيرة مائة عام * وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق مكحول عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعدا من بين عيني جهنم قالوا يا رسول الله وهل لجهنم من عين قال نعم أما سمعتم الله يقول إذا رأتهم من مكان بعيد فهل تراهم الا بعينين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق خالد بن دريك عن رجل من الصحابة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقل على ما لم أقل أو ادعى إلى غير والديه أو انتمى إلى غير مواليه فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا قيل يا رسول الله وهل لها من عينين قال نعم أما سمعتم الله يقول إذا رأتهم من مكان بعيد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم بسند صحيح عن ابن عباس قال إن العبد ليجر إلى النار فتشهق إليه شهقة البغلة إلى الشعير ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد الا خاف وان الرجل من أهل النار ما بين شحمة أذنيه وبين منكبيه مسيرة سبعين سنة وان فيها لأودية من قيح تكال ثم تصب في فيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير في قوله سمعوا لها تغيظا وزفيرا قال إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا ترعد فرائصه حتى أن إبراهيم عليه السلام ليجثو على ركبتيه ويقول يا رب لا أسألك اليوم الا نفسي * وأخرج ابن وهب في الأهوال عن العطاف بن خالد قال يؤتى بجهنم يومئذ يأكل بعضها بعضا يقودها سبعون ألف ملك فإذا رأت الناس فذلك قوله إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا زفرت زفرة لا يبقى نبي ولا صديق الا برك لركبتيه ويقول يا رب نفسي نفسي ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أمتي أمتي * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مغيث بن سمى قال ما خلق الله من شئ الا وهو يسمع زفير جهنم غدوة وعشية الا الثقلين الذين عليهم الحساب والعقاب * وأخرج آدم بن أبي اياس في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله إذا رأتهم من مكان بعيد قال من مسيرة مائة عام وذلك إذا أتى بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام يشد بكل زمام سبعون ألف ملك لو تركت لأتت على كل بر وفاجر سمعوا لها تغيظا وزفيرا تزفر زفرة لا يبقى قطرة من دمع الا بدرت ثم تزفر الثانية فتنقطع القلوب من أماكنها وتبلغ القلوب الحناجر * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن كعب قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ونزلت الملائكة صفوفا فيقول الله لجبريل ائت بجهنم فيأتي بها تقاد بسبعين ألف زمام حتى إذا كانت من الخلائق على قدر مائة عام زفرت زفرة طارت لها أفئدة الخلائق ثم تزفر زفرة ثانية فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا جثى لركبتيه ثم تزفر الثالثة فتبلغ القلوب الحناجر وتذهل العقول فيفزع كل امرئ إلى عمله حتى أن إبراهيم عليه السلام يقول بخلتي لا أسألك الا نفسي ويقول موسى بمناجاتي لا أسألك الا نفسي ويقول عيسى بما أكرمتني لا أسألك الا نفسي لا أسألك مريم التي ولدتني ومحمد صلى الله عليه وسلم يقول أمتي أمتي لا أسألك اليوم نفسي فيجيبه الجليل جل جلاله ألا ان أوليائي من أمتك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فوعزتي لأقرن عينك في أمتك ثم تقف الملائكة بين يدي الله تعالى ينتظرون ما يؤمرون * قوله تعالى (وإذا ألقوا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي أسيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين قال والذي نفسي بيده انهم ليستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط * واخرج ابن أبي حاتم من طرق عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمر إذا ألقوا منها مكانا ضيقا قال مثل الزج في الرمح * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق قتادة في الآية قال ذكر لنا ان عبد الله كان يقول إن جهنم لتضيق على الكافر كضيق الزج على الرمح * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله مقرنين قال مكتفين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك دعوا هنالك ثبورا قال دعوا بالهلاك فقالوا وا هلاكاه وا هتكاه فقيل لهم لا تدعوا اليوم بهلاك واحد ولكن ادعوا بهلاك كثير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث بسند صحيح عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول من يكسى حلة من النار إبليس فيضعها على حاجبيه
(٦٤)