الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٦٣
قصورا لا تبلى ولا تهدم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال كل شئ في القرآن إفك فهو كذب * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وأعانه عليه قوم آخرون قال يهود فقد جاؤوا ظلما وزورا قال كذبا * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ان عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب والنضر بن الحارث وأبا البختري والأسود بن المطلب وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله بن أمية وأمية بن خلف والعاصي بن وائل ونبيه بن الحجاج اجتمعوا فقال بعضهم لبعض ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا منه فبعثوا إليه ان أشرف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك قال فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له يا محمد انا بعثنا إليك لنعذر منك فان كنت انما جئت بهذا لحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا وان كنت تطلب الشرف فنحن نسودك وان كنت تريد ملكا ملكناك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالي مما تقولون ما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل على كتابا وأمرني ان أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم فان تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه على أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم قالوا يا محمد فان كنت غير قابل منا شيئا مما عرضنا عليك 7 قالوا فإذا لم تفعل هذا فسل لنفسك وسل ربك ان يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وسله ان يجعل لك جنانا وقصورا من ذهب وفضة تغنيك عما تبتغى فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك ان كنت رسولا كما تزعم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا بفاعل ما أنا بالذي يسأل ربه هذا وما بعثت إليكم بهذا ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا فأنزل الله في قولهم ذلك وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام إلى قوله وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا أي جعلت بعضكم لبعض بلاء لتصبروا ولو شئت ان أجعل الدنيا مع رسولي فلا تخالفوه لفعلت * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وقال الظالمون ان تتبعون قاله الوليد بن المغيرة وأصحابه يوم دار الندوة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا قال مخرجا يخرجهم من الأمثال التي ضربوا لك وفي قوله تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى قال حوائط ويجعل لك قصورا قال بيوتا مبنية مشيدة كانت قريش ترى البيت من حجارة قصرا كائنا ما كان * وأخرج الواحدي وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة قالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فنزل جبريل فقال إن ربك يقرئك السلام ويقول وما أرسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ثم أتاه رضوان خازن الجنان ومعه سفط من نور يتلألأ فقال هذه مفاتيح خزائن الدنيا فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له فضرب جبريل إلى الأرض ان تواضع فقال يا رضوان لا حاجة لي فيها فنودي أن ارفع بصرك فرفع فإذا السماوات فتحت أبوابها إلى العرش وبدت جنات عدن فرأى منازل الأنبياء وعرفهم وإذا منازله فوق منازل الأنبياء فقال رضيت ويرون ان هذه الآية أنزلها رضوان تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك الآية * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن خيثمة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ان شئت أعطيناك خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم يعط نبي قبلك ولا يعطاه أحد بعدك ولا ينقصك ذلك مما لك عند الله شيئا وان شئت جمعتها لك في الآخرة قال اجمعها إلى في الآخرة فأنزل الله تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال هذا ملك تدلى من السماء إلى الأرض ما نزل إلى الأرض قط قبلها استأذن ربه في زيارتك فأذن له فلم يلبث ان جاء فقال السلام عليك يا رسول الله قال وعليك السلام قال إن الله يخيرك ان شئت ان يعطيك من خزائن كل شئ ومفاتيح كل شئ لم يعط

7 هنا بياض بالأصل
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست