الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٧٣
الفجر إلى طلوع الشمس ولو شاء لجعله ساكنا قال تركه كما هو ظلا ممدودا ما بين المشرق والمغرب * وأخرج ابن أبي حاتم عن أيوب بن موسى ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال الأرض كلها ظل ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا قال قليلا قليلا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم التميمي والضحاك وأبى مالك الغفاري في قوله كيف مد الظل قالوا الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ثم جعلنا الشمس عليه دليلا قالوا على الظل ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا يعنى ما تقبض الشمس من الظل * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية كيف مد الظل قال من حين يطلع الفجر إلى حين تطلع الشمس * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى جعلنا الشمس عليه دليلا قال يتبعه فيقبضه حيث كان * قوله تعالى (وجعل النهار نشورا) * أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال إن النهار اثنتا عشرة ساعة فأول الساعة بين طلوع الفجر إلى أن ترى شعاع الشمس ثم الساعة الثانية إذا رأيت شعاع الشمس إلى أن يضئ الاشراق عند ذلك لم يبق من قرونها شئ وصفا لونها فإذا كانت بقدر ما تريك عينك قيد رمحين فذلك أول الضحى وذلك أول ساعة من ساعات الضحى ثم من بعد ذلك الضحى ساعتين ثم الساعة السادسة حين نصف النهار فإذا زالت الشمس عن نصف النهار فتلك ساعة صلاة الظهر وهي التي قال الله أقم الصلاة لدلوك الشمس ثم من بعد ذلك العشى ساعتين ثم الساعة العاشرة ميقات صلاة العصر وهي الآصال ثم من بعد ذلك ساعتين إلى الليل * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وجعل النهار نشورا قال ينشر فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة وجعل النهار نشورا قال لمعايشهم وحوائجهم وتصرفهم * قوله تعالى (وهو الذي أرسل الرياح بشيرا بين يدي رحمته) * أخرج عبد بن حميد عن عطاء انه قرأ وهو الذي أرسل الرياح على الجمع بشرا بالباء ورفع الباء بنون فيهما خفيفة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مسروق انه قرأ الرياح نشرا بالنون ونصف النون منونة مخففة * قوله تعالى (وأنزلنا من السماء ماء طهورا) * أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب في قوله وأنزلنا من السماء ماء طهورا قال لا ينجسه شئ * وأخرج ابن المندر وابن أبي حاتم والدارقطني عن سعيد بن المسيب قال أنزل الله الماء طهورا لا ينجسه شئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الماء لا ينجسه شئ يطهر ولا يطهره شئ فان الله قال وأنزلنا من المساء ماء طهورا * وأخرج الشافعي وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال قيل يا رسول الله أنتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن فقال إن الماء طهور لا ينجسه شئ * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن القاسم بن أبي بزة قال سأل رجل عبد الله بن الزبير عن طين المطر قال سألتني عن طهورين جميعا قال الله تعالى وأنزلنا من السماء ماء طهورا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا * قوله تعالى (ولقد صرفناه) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ولقد صرفناه بينهم يعنى المطر تسقى هذه الأرض وتمنع هذه ليذكروا فأبى أكثر الناس الا كفورا قال عكرمة قال ابن عباس قولهم مطرنا بالأنواء فأنزل الله في الواقعة وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج عن مجاهد ولقد صرفناه بينهم قال المطر ينزله في الأرض ولا ينزله في أخرى فأبى أكثر الناس الا كفورا قولهم مطرنا بنوء كذا وبنوء كذا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ولقد صرفناه بينهم ليذكروا قال إن الله قسم هذا الرزق بين عباده وصرفه بينهم قال وذكر لنا ان ابن عباس كان يقول ما كان عام قط أقل مطرا من عام ولكن الله يصرفه بين عباده قال قتادة فترزقه الأرض وتحرمه الأخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال ما من عام بأقل مطرا من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء ثم قرأ هذه الآية ولقد صرفناه بينهم ليذكروا الآية * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر مولى غفرة قال كان جبريل في موضع الجنائز فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل انى أحب أن أعلم أمر السحاب فقال جبريل هذا ملك السحاب فسأله فقال تأتينا صكاك مختتمة اسقوا بلاد كذا وكذا قطرة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله ولقد صرفناه
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست