الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٢١
خيانة ولا إهانة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات الآية * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أي الربا أربى عند الله قالوا الله ورسوله أعلم قال أربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم ثم قرأ والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا الآية * قوله تعالى (يا أيها النبي قل لأزواجك) الآية * أخرج ابن سعد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجت سودة رضي الله عنها بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر رضي الله عنه فقال يا سودة انك والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وانه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت وقالت يا رسول الله انى خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر رضي الله عنه كذا وكذا فأوحى إليه ثم رفع عنه وان العرق في يده فقال إنه قد أذن لكن ان تخرجن لحاجتكن * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك قال كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين فقيل ذلك للمنافقين فقالوا انما نفعله بالإماء فنزلت هذه الآية يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين فامر بذلك حتى عرفوا من الإماء * وأخرج ابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة على غير منزل فكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن إذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل فأنزل الله يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك الآية يعنى بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة * وأخرج ابن سعد عن محمد ابن كعب القرظي رضي الله عنه قال كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن فإذا قيل له قال كنت أحسبها أمة فأمرهن الله تعالى ان يخالفن زي الإماء ويدنين عليهن من جلابيبهن تخمر وجهها الا إحدى عينيها ذلك أدنى ان يعرفن يقول ذلك أحرى ان يعرفن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال أمر الله نساء المؤمنات إذا خرجن من بيوتهن في حاجة ان يغطين وجوههن من فوق رؤسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت لما نزلت هذه الآية يدنين عليهن من جلابيبهن خرج نساء الأنصار كان على رؤسهن الغربان من أكسية سود يلبسنها * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي قلابة رضي الله عنه قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يدع في خلافته أمة تقنع ويقول انما القناع للحرائر لكيلا يؤذين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أنس رضي الله عنه قال رأى عمر رضي الله عنه جارية مقنعة فضربها بدرته وقال ألقي القناع لا تشبهين بالحرائر * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت رحم الله نساء الأنصار لما نزلت يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين الآية شققن مروطهن فاعتجرن بها فصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤسهن الغربان * وأخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب رضي الله عنه انه قيل له الأمة تزوج فتخمر قال يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن فنهى الله الإماء ان يتشبهن بالحرائر * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال سألت عبيدة رضي الله عنه عن هذه الآية يدنين عليهن من جلابيبهن فرفع ملحفة كانت عليه فقنع بها وغطى رأسه كله حتى بلغ الحاجبين وغطى وجهه وأخرج عينه اليسرى من شق وجهه الأيسر مما يلي العين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن قال أخذ الله عليهن إذا خرجن ان يعدنها على الحواجب ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قال قد كانت المملوكة يتناولونها فنهى الله الحرائر ان يتشبهن بالإماء * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي في الآية قال كن النساء يخرجن إلى الجبابين لقضاء حوائجهن فكان الفساق يتعرضون لهن فيؤذونهن فأمرهن الله ان يدنين عليهن من جلابيبهن حتى تعلم الحرة من الأمة * وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة ان ذعارا من ذعار
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست