الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٢٢
أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل فينظرون النساء ويغمزونهن وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر انما يفعلون ذلك بالإماء فأنزل الله هذه الآية يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال كانت الحرة تلبس لباس الأمة فامر الله نساء المؤمنين ان يدنين عليهن من جلابيبهن وأدنى الجلباب ان تقنع وتشده على جبينها * وأخرج ابن سعد عن الحسن رضي الله عنه في قوله يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قال إماء كن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين فكانت الحرة تخرج فيحسب انها أمة فتؤذى فأمرهن الله أن يدنين عليهن من جلابيبهن * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في الآية قال كان أناس من فساق أهل المدينة بالليل حين يختلط الظلام يأتون إلى طرق المدينة فيتعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق فيقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يتبعون ذلك منهن فإذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال يسدان عليهن من جلابيبهن وهو القناع فوق الخمار ولا يحل لمسلمة أن يراها غريب الا ان يكون عليها القناع فوق الخمار وقد شدت به رأسها ونحرها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال تدنى الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها * وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال هو الرداء * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المندر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال يتجلببن بها فيعلمن أنهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال سألت عبيدة السلماني رضي الله عنه عن قوله الله يدنين عليهن من جلابيبهن فتقنع بملحفة فغطى رأسه ووجهه وأخرج إحدى عيينة * قوله تعالى (لئن لم ينته المنافقون) * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال إن أناسا من المنافقين أرادوا ان يظهروا نفاقهم فنزلت فيهم لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم لنحرشنك بهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال الارجاف الكذب الذي كان يذيعه أهل النفاق ويقولون قد أتاكم عدد وعدة وذكر لنا ان المنافقين أرادوا ان يظهروا ما في قلوبهم من النفاق فأوعدهم الله بهذه الآية لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض إلى قوله لنغرينك بهم أي لنحملنك عليهم ولنحرشنك بهم فلما أوعدهم الله بهذه الآية كتموا ذلك وأسروه ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا أي بالمدينة ملعونين قال على كل حال أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا قال إذا هم أظهروا النفاق سنة الله في الذين خلوا من قبل يقول هكذا سنة الله فيهم إذا أظهروا النفاق * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله لئن لم ينته المنافقون قال يعنى المنافقين بأعيانهم والذين في قلوبهم مرض شك يعنى المنافقين أيضا * وأخرج ابن سعد عن عبيد بن حنين رضي الله عنه في قوله لئن لم ينته المنافقون قال عرف المنافقين بأعيانهم والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة هم المنافقون جميعا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس رضي الله عنه في الآية قال نزلت في بعض أمور النساء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال سالت عكرمة رضي الله عنه عن قول الله لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض قال أصحاب الفواحش * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله والذين في قلوبهم مرض قال أصحاب الفواحش * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله والذين في قلوبهم مرض قال كانوا مؤمنين وكان في أنفسهم ان يزنوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله لئن لم ينته المنافقون قال كان النفاق على ثلاثة وجوه نفاق مثل نفاق عبد الله بن أبي ابن سلول ونفاق مثل نفاق عبد الله بن نبتل ومالك بن داعس فكان هؤلاء وجوها وجوه الأنصار فكانوا يستحبون أن يأتوا الزنا
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست