الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٢٩
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام يا رب كيف أشكرك والشكر نعمة منك قال الآن شكرتني حين علمت أن النعم منى * وأخرج أحمد بن حنبل في الزهد وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن المغيرة بن عتبة قال داود عليه السلام يا رب هل بات أحد من خلقك الليلة أطول ذكرا لك منى فأوحى الله إليه نعم الضفدع وأنزل الله تعالى على داود عليه السالم اعملوا آل داود شكرا فقال داود عليه السلام يا رب كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم على ثم ترزقني على النعمة الشكر فالنعمة منك والشكر منك فكيف أطيق شكرك قال يا داود الآن عرفتني حق معرفتي * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم في كتاب الشكر والبيهقي في شعب الايمان عن أبي الجلد رضي الله عنه قال قرأت في مسألة داود عليه السلام انه قال أي رب كيف لي ان أشكرك وأنا لا أصل إلى شكرك الا بنعمتك قال فاتاه الوحي ان يا داود أليس تعلم أن الذي بك من النعم منى قال بلى يا رب قال فإني أرضى بذلك منك شكرا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن الحسن رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام الهى لو أن لكل شعرة منى لسانين يسبحانك الليل والنهار والدهر كله ما قضيت حق نعمة واحدة من نعمك على * وأخرج ابن المنذر عن السدى رضي الله عنه في قوله اعملوا آل داود شكرا قال لم ينفك منهم مصل * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما قيل لهم اعملوا آل داود شكرا لم يأت على القوم ساعة الا ومنهم من يصلى * وأخرج ابن المنذر عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس على المنبر وقرأ هذه الآية اعملوا آل داود شكرا قال ثلاث من أوتيهن فقد أوتى ما أوتى آل داود قيل وما هن يا رسول الله قال العدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وذكر الله في السر والعلانية وأخرجه ابن مردويه من طريق عطاء بن يسار عن حفصة رضي الله عنها مرفوعا به وأخرجه الحكيم الترمذي من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا به وأخرجه ابن النجار في تاريخه من طريق عطاء بن يسار عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا به وقال خشية الله في السر والعلانية والله أعلم * قوله تعالى (وقليل من عبادي الشكور) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقليل من عبادي الشكور يقول قليل من عبادي الموحدين توحيدهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال قال رجل عند عمر رضي الله عنه اللهم اجعلني من القليل فقال عمر رضي الله عنه ما هذا الدعاء الذي تدعو به قال انى سمعت الله يقول وقليل من عبادي الشكور فانا أدعو الله ان يجعلني من ذلك القليل فقال عمر رضي الله عنه كل الناس أعلم من عمر * قوله تعالى (فلما قضينا عليه الموت) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال كان سليمان عليه السلام يخلو في بيت المقدس السنة والسنتين والشهر والشهرين وأقل من ذلك وأكثر ويدخل طعامه وشرابه فادخله في المرة التي مات فيها وكان بدء ذلك أنه لم يكن يوما يصبح فيه الا نبتت في بيت المقدس شجرة فيأتيها فيسألها ما اسمك فتقول الشجرة اسمي كذا وكذا فيقول لها لأي شئ نبت فتقول نبت لكذا وكذا فيأمر بها فتقطع فان كانت نبتت لغرس غرسها وان كانت نبتت دواء قالت نبت دواء لكذا وكذا فيجعلها لذلك حتى نبتت شجرة يقال لها الخرنوبة قال لها لأي شئ نبت قالت نبت لخراب هذا المسجد فقال سليمان عليه السلام ما كان الله ليخربه وأنا حي أنت الذي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس فنزعها فغرسها في حائط له ثم دخل المحراب فقام يصلى متكئا على عصا فمات ولا تعلم به الشياطين في ذلك وهم يعملون له مخافة ان يخرج فيعاقبهم وكانت الشياطين حول المحراب يجتمعون وكان المحراب له كوا من بين يديه ومن خلفه وكان الشيطان المريد الذي يريد ان يخلع يقول ألست جليدا ان دخلت فخرجت من ذلك الجانب فيدخل حتى يخرج من الجانب الآخر فدخل شيطان من أولئك فمر ولم يكن شيطان ينظر إلى سليمان الا احترق فمر ولم يسمع صوت سليمان ثم رجع فلم يسمع صوته ثم عاد فلم يسمع ثم رجع فوقع في البيت ولم يحترق ونظر إلى سليمان قد سقط ميتا فخرج فأخبر الناس ان سليمان قد مات ففتحوا عنه فأخرجوه فوجدوا منساته وهي العصا بلسان الحبشة قد أكلتها الأرضة ولم يعلموا منذ كم مات فوضعوا الأرضة على العصا فأكلت منها يوما وليلة ثم حسبوا على نحو ذلك
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست