ان يأذن له فيأتيه فأذن له فاتاه فحدثه بكرامته على الله فقال يا أيها الملك أخبرني كم بقى من أجلى لعلى أجتهد لله في العمل قال يا إدريس لا يعلم هذا الا الله قال فهل تستطيع ان تصعد بي إلى السماء فانظر في ملك الله فاجتهد لله في لعمل قال لا الا ان تشفع فتشفع فامر به فحمله تحت جناحه فصعد به حتى إذا بلغ السماء السادسة استقبل ملك الموت نازلا من عند الله فقال يا ملك الموت أين تريد قال اقبض نفس إدريس قال وأين أمرت ان تقبض نفسه قال في السماء السادسة فذهب الملك ينظر إلى إدريس فإذا هو برجليه يخفقان قد مات فوضعه في السماء السادسة * قوله تعالى (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين قال هذه تسمية الأنبياء الذين ذكرهم أما من ذرية ادم فإدريس ونوح وأما من حمل مع نوح فإبراهيم وأما ذرية إبراهيم فإسماعيل وإسحاق ويعقوب وأما من ذرية إسرائيل فموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله واجتبينا قال خلصنا * وأخرج عبد بن حميد عن قيس بن سعد قال جاء ابن عباس حتى قام على عبيد بن عمير وهو يقص فقال واذكر في الكتاب إبراهيم انه كان صديقا نبيا واذكر في الكتاب إسماعيل الآية واذكر في الكتاب إدريس الآية حتى بلغ أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين قال ابن عباس ذكر بأيام الله واثن على من أثنى الله عليه * واخرج ابن أبي الدنيا في البكاء وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن الخطاب أنه قرأ سورة مريم فسجد ثم قال هذا السجود فأين البكاء * قوله تعالى (فخلف من بعدهم خلف) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فخلف من بعدهم خلف قال هم اليهود والنصارى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد فخلف من بعدهم خلف قال من هذه الأمة يتراكبون في الطرق كما تراكب الانعام لا يستحيون من الناس ولا يخافون من الله في السماء * وأخرج عبد ابن حميد عن مجاهد في قوله فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة قال عند قيام الساعة ذهاب صالح أمة محمد ينزو بعضهم إلى بعض في الأزقة زناة * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي في قوله أضاعوا الصلاة يقول تركوا الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود في قوله فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة قال ليس أضاعتها تركها قد يضيع الانسان الشئ ولا يتركه ولكن إضاعتها إذا لم يصلها لوقتها * وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم في قوله أضاعوا الصلاة قال صلوها لغير وقتها * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن القاسم بن مخيمرة في قوله أضاعوا الصلاة قال أخروا الصلاة عن ميقاتها ولو تركوها كفروا * وأخرج ابن أبي حاتم والخطيب في المتفق والمفترق عن عمر بن عبد العزيز في قوله أضاعوا الصلاة قال لم يكن اضاعتهم تركها ولكن أضاعوا المواقيت * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال والله انى لأجد صفة المنافقين في التوراة شرابين للقهوات تباعين للشهوات لعانين للكعبات رقادين عن العتمات مفرطين في الغدوات تراكين للصلوات تراكين للجمعات ثم تلا هذه الآية فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن الأشعث قال أوحى الله إلى داود عليه السلام ان القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عنى محجوبة * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال اغتسلت أنا وآخر فرآنا عمر بن الخطاب وأحدنا ينظر إلى صاحبه فقال انى لأخشى ان تكونا من الخلف الذين قال الله فيهم فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلا هذه الآية فخلف من بعدهم خلف فقال يكون خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم يكون خلف يقرؤن القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن ومنافق وفاجر * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيهلك من أمتي أهل الكتاب وأهل اللين قلت يا رسول الله ما أهل الكتاب قال قوم يتعلمون الكتاب يجادلون به الذين آمنوا فقلت ما أهل اللين قال قوم يتبعون الشهوات ويضيعون الصلوات * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن عائشة أنها كانت ترسل بالصدقة لأهل الصدقة وتقول لا تعطوا منها بربريا ولا بربرية فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هم
(٢٧٧)