الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٢١
جعلوا لأوثانهم وشياطينهم نصيبا مما رزقهم الله وجزءوا من أموالهم جزأ فجعلوه لأوثانهم وشياطينهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم هو قولهم هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا * قوله تعالى (ويجعلون لله البنات) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ويجعلون لله البنات الآيات يقول يجعلون لي البنات ترضوهن لي ولا ترضوهن لأنفسكم وذلك انهم كانوا في الجاهلية إذا ولد للرجل منهم جارية أمسكها على هون أو دسها في التراب وهي حية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ولهم ما يشتهون قال يعنى به البنين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم قال هذا صنيع مشركي العرب أخبرهم الله بخبث صنيعهم فاما المؤمن فهو حقيق ان يرضى بما قسم الله له وقضاء الله خير من قضاء المرء لنفسه ولعمري ما ندري انه لخير لرب جارية خير لأهلها من غلام وانما أخبركم الله بصنيعهم لتجتنبوه وتنتهوا عنه فكان أحدهم يغذو كلبه ويئد ابنته * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال كانت العرب يقتلون ما ولد لهم من جارية فيدسونها في التراب وهي حية حتى تموت * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله على هون أي هوان بلغة قريش * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جرير في قوله أم يدسه في التراب قال يئد ابنته * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ألا ساء ما يحكمون قال بئس ما حكموا يقول شئ لا يرضونه لأنفسهم فكيف يرضونه لي * قوله تعالى (ولله المثل الأعلى) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولله المثل الأعلى قال شهادة أن لا إله إلا الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ولله المثل الأعلى قال يقول ليس كمثله شئ * قوله تعالى (ولو يؤاخذ الله الناس) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة قال ما سقاهم المطر * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في الآية يقول إذا قحط المطر لم يبق في الأرض دابة الا ماتت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة قال قد فعل الله ذلك في زمان نوح أهلك الله ما على ظهر الأرض من دابة الا ما حملت سفينة نوح * وأخرج أحمد في الزهد عن ابن مسعود قال ذنوب ابن آدم قتلت الجعل في جحره ثم قال أي والله ومن غرق قوم نوح عليه السلام * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال كاد الجعل ان يعذب في جحره بذنب ابن آدم ثم قرأ ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات عن أنس بن مالك قال كاد الضب ان يموت في جحره هولا من ظلم ابن آدم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن جرير والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة انه سمع رجلا يقول إن الظالم لا يضر الا نفسه فقال أبو هريرة بلى والله ان الحبارى لتموت هزلا في وكرها من ظلم الظالم * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن الله يؤاخذني وعيسى بن مريم بذنوبنا وفى لفظ بما جنت هاتان الابهام والتي تليها لعذبنا ما يظلمنا شيئا * قوله تعالى (ويجعلون لله ما يكرهون) * أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ويجعلون لله ما يكرهون قال يقول تجعلون لي البنات وتكرهون ذلك لأنفسكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ويجعلون لله ما يكرهون قال وهن الجواري * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وتصف ألسنتهم الكذب ان لهم الحسنى قال قول كفار قريش لنا البنون ولله البنات * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وتصف ألسنتهم الكذب أي يتكلمون بان لهم الحسنى الغلمان * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وأنهم مفرطون قال مسيئون * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وانهم مفرطون قال متروكون في النار ينسون فيها أبدا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وانهم مفرطون قال قد فرطوا في النار أي معجلين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وانهم مفرطون قال معجل بهم إلى النار * قوله تعالى (وان لكم في الانعام لعبرة)
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست