الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٤١
غير ماء فاليقطينة التي أنبتت على يونس واما الذي تنفس بلا روح فالصبح قال الله والصبح إذا تنفس واما اليوم فعمل واما أمس فمثل واما غد فأجل وبعد غد فأمل واما البرق فمخاريق بأيدي الملائكة تضرب بها السحاب واما الرعد فاسم الملك الذي يسوق السحاب وصوته زجره واما المجرة فأبواب السماء ومنها تفتح الأبواب واما المحو الذي في القمر فقول الله وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل ولولا ذلك لمحو لم يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل فبعث بها معاوية إلى قيصر وكتب إليه جواب مسائله فقال فيصر ما يعلم هذا الا نبي أو رجل من أهل بيت نبي والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم الآية قال خلق الله آدم وأخذ ميثاقه انه ربه وكتب أجله ورزقه ومصيبته ثم أخرج ولده من ظهره كهيئة الذر فاخذ مواثيقهم انه ربهم وكتب آجالهم وأرزاقهم ومصائبهم * وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير عن ابن عباس في قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم الآية قال لما خلق الله آدم أخذ ذريته من ظهره كهيئة الذر ثم سماهم بأسمائهم فقال هذا فلان بن فلان يعمل كذا وكذا وهذا فلان بن فلان يعمل كذا وكذا ثم أخذ بيده قبضتين فقال هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم واللالكائي في السنة عن ابن عباس في قوله وإذ أخذ ربك الآية قال الله خلق آدم ثم أخرج ذريته من صلبه مثل الذر فقال لهم من ربكم فقالوا الله ربنا ثم أعادهم في صلبه حتى يولد كل من أخذ ميثاقه لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى أن تقوم الساعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال لما أهبط آدم عليه السلام حين أهبط بدحناء فمسح الله ظهره فاخرج كل نسمة هو خالقها لي يوم القيامة ثم قال ألست بربكم قالوا بلى فيومئذ جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال مسح الله على صلب آدم فاخرج من صلبه ما يكون من ذريته إلى يوم القيامة وأخذ ميثاقهم انه ربهم وأعطوه ذلك فلا يسال أحد كافر ولا غيره من ربك الا قال الله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ واللالكائي في السنة عن عبد الله بن عمر وفى قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم قال أخذهم من ظهرهم كما يؤخذ بالمشط من الرأس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن منده في كتاب الرد على الجهمية وأبو الشيخ عن ابن عباس في الآية قال أخرج ذريته من صلبه كأنهم الذر في آذئ من الماء * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في الآية قال إن الله ضرب بيمينه على منكب آدم فخرج منه مثل اللؤلؤ في كفه فقال هذا للجنة وضرب بيده الأخرى على منكبه الشمال فخرج منه سواد مثل الحمم فقال هذا ذرء النار قال وهي هذه الآية ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في الآية قال مسح الله ظهر آدم وهو ببطن نعمان واد إلى جنب عرفة فاخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ثم أخذ عليهم الميثاق وتلا ان يقولوا يوم القيامة هكذا قرأها يقولوا بالياء * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الكريم بن أبي أمية قال أخرجوا من ظهره مثل طريق النمل * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن محمد بن كعب قال أقروا له بالايمان والمعرفة الأرواح قبل ان يخلق أجسادها * وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن كعب قال خلق الله الأرواح قبل ان يخلق الأجساد فاخذ ميثاقهم * وأخرج ابن عبد البر في التمهيد من طريق السدى عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم قالوا لما أخرج الله آدم من الجنة قبل تهبيطه من السماء مسح صفحة ظهره اليمنى فاخرج منه ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ كهيئة الذر فقال لهم ادخلوا الجنة برحمتي ومسح صفحة ظهره اليسرى فاخرج منه ذرية سوداء كهيئة الذر فقال ادخلوا النار ولا أبالي فذلك قوله أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ثم أخذ منهم الميثاق فقال ألست بربكم قالوا بلى فأعطاه طائفة طائعين وطائفة كارهين على وجه التقية فقال هو والملائكة شهدنا ان يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين أو يقولوا انما أشرك آباؤنا من قبل قالوا فليس أحد من ولد آدم الا وهو يعرف الله انه ربه وذلك قوله عز وجل وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وذلك قوله فلله الحجة و
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست