الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٤٣
أظهرهم نورا قال هذا داود يكون في آخر الأمم قال يا رب كم جعلت عمره قال ستين سنة قال يا رب كم جعلت عمري قال كذا وكذا قال يا رب فزده من عمري أربعين سنة حتى يكون عمره مائة سنة قال أتفعل يا ادم قال نعم يا رب قال فيكتب ويختم انا كتبنا وختمنا لم نغير قال فافعل أي رب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء ملك الموت إلى آدم ليقبض روحه قال ماذا تريد يا ملك الموت قال أريد قبض روحك قال ألم يبق من أجلى أربعون سنة قال أولم تعطها ابنك داود قال لا قال فكان أبو هريرة يقول نسى آدم ونسيت ذريته وجحد آدم فجحدت ذريته * وأخرج ابن جرير عن جويبر قال مات ابن للضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام فقال إذا وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه وحل عقده فان ابني مجلس ومسؤول فقلت عم يسأل قال عن الميثاق الذي أقر به في صلب آدم حدثني ابن عباس ان الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة فاخذ منهم الميثاق ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وتكفل لهم بالأرزاق ثم أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأول ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول ومن مات صغيرا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة * وأخرج عبد بن حميد عن سلمان قال إن الله لما خلق آدم مسح ظهره فاخرج منه ما هو ذارئ إلى يوم القيامة فكتب الآجال والأرزاق والأعمال والشقوة والسعادة فمن علم السعادة فعل الخير ومجالس الخير ومن علم الشقاوة فعل الشر ومجالس الشر * وأخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خلق الله الخلق وقضى القضية وأخذ ميثاق النبيين وعرشه على الماء فاخذ أهل اليمين بيمينه وأخذ أهل الشمال بيده الأخرى وكلتا يدي الرحمن يمين فقال يا أصحاب اليمين فاستجابوا له فقالوا لبيك ربنا وسعديك قال ألست بربكم قالوا بلى قال يا أصحاب الشمال فاستجابوا له فقالوا لبيك ربنا وسعديك قال ألست بربكم قالوا بلى فخلط بعضهم ببعض فقال قائل منهم رب لم خلطت بيننا قال ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون ان يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ثم ردهم في صلب آدم فأهل الجنة أهلها وأهل النار أهلها فقال قائل يا رسول الله فما لا عمال قال يعمل كل قوم لمنازلهم فقال عمر بن الخطاب إذا نجتهد * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل انسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال أي رب من هذا فقال رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود قال أي رب وكم جعلت عمره قال ستين سنة قال أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما انقضى عمر آدم جاء ملك الموت فقال أولم يبق من عمري أربعون سنة قال أولم تعطها ابنك داود قال فجحد فجحدت ذريته ونسى فنست ذريته * وأخرج ابن أبي الدنيا في الشكر وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن الحسن قال لما خلق الله آدم عليه السلام وأخرج أهل الجنة من صفحته اليمنى وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى فدبوا على وجه الأرض منهم الأعمى والأصم والأبرص والمقعد والمبتلى بأنواع البلاء فقال آدم يا رب الا سويت بين ولدى قال يا آدم انى أردت أن أشكر ثم ردهم في صلبه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي في الشعب عن قتادة والحسن قالا لما عرضت على آدم ذريته فرأى فضل بعضهم على بعض قال أي رب أفهلا سويت بينهم قال انى أحب أن أشكر يرى ذو الفضل فضله فيحمدني ويشكرني وأخرج أحمد في الزهد عن بكر مثله * وأخرج ابن جرير والبزار والطبراني والآجري في الشريعة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن هشام بن حكيم ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أتبتدأ الأعمال أم قد قضى القضاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أخذ ذرية آدم من ظهورهم ثم أشهدهم على أنفسهم ثم أفاض بهم في كفيه فقال هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أخرج ذرية آدم من صلبه حتى ملؤا الأرض وكانوا هكذا فضم إحدى
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست