الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٧
كائنا ما كان فان لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير * قوله تعالى (والذين آمنوا من بعد وهاجروا) * أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم توفى على أربعة منازل مؤمن مهاجر والأنصار وأعرابي مؤمن لم يهاجر ان استنصره النبي نصره وان تركه فهو اذن له وان استنصر النبي صلى الله عليه وسلم كان حقا عليه ان ينصره وذلك قوله وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر والرابعة التابعين باحسان * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه مثله * قوله تعالى (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) * أخرج ابن سعد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن الزبير بن العوام قال أنزل الله فينا خاصة معشر قريش والأنصار وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض وذلك أنا معشر قريش لما قدمنا المدينة قدمنا ولا أموال لنا فوجدنا الأنصار نعم الاخوان فواخيناهم وتوارثنا فآخى أبو بكر رضي الله عنه خارجة بن زيد وآخى عمر رضي الله عنه فلانا وآخى عثمان رضي الله عنه رجلا من بنى زريق بن سعد الزرقي قال الزبير وواخيت أنا كعب بن مالك ووارثونا ووارثناهم فلما كان يوم أحد قيل لي قتل أخوك كعب بن مالك فجئته فانتفلته فوجدت السلاح قد ثقله فيما نرى فوالله يا بنى لو مات يومئذ عن الدنيا ما ورثه غيري حتى أنزل الله هذه الآية فينا معشر قريش والأنصار خاصة فرجعنا إلى مواريثا * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن الزبير انه كتب إلى شريح القاضي انما نزلت هذه الآية ان الرجل كان يعاقد الرجل يقول ترثني وأرثك فنزلت وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله فلما نزلت ترك ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قيل له ان ابن مسعود رضي الله عنه لا يورث الموالى دون ذوي الأرحام ويقول إن ذوي الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله فقال ابن عباس رضي الله عنهما هيهات هيهات أين ذهب انما كان المهاجرون يتوارثون دون الاعراب فنزلت وأولوا الأرحام يعضهم أولى ببعض في كتاب الله يعنى انه يورث المولى * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله قال نسخت هذه الآية ما كان قبلها من مواريث العقد والحلف والمواريث بالهجرة وصارت لذوي الأرحام قال والابن أولى من الأخ والأخ أولى من الأخت والأخت أولى من ابن الأخ وابن الأخ أولى من العم والعم أولى من ابن العم وابن العم أولى من الخال وليس للخال ولا العمة ولا الخالة من الميراث نصيب في قول زيد وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطى ثلثي المال للعمة والثلث للخالة إذا لم يكن له وارث وكان على وابن مسعود يرد ان ما فضل من الميراث على ذوي الأرحام على قدر سهمانهم غير الزوج والمرأة * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال كان لا يرث الاعرابي المهاجر حتى أنزل الله وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال توارثت المسلمون لما قدموا المدينة بالهجرة ثم نسخ ذلك فقال وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله * وأخرج الطيالسي والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه وورث بعضهم من بعض حتى نزلت هذه الآية وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله فتركوا ذلك وتوارثوا بالنسب * (سورة التوبة) * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت براءة بعد فتح مكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة التوبة بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال أنزل بالمدينة سورة براءة * وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال مما نزل في المدينة براءة * واخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر والنحاس في ناسخه وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه ما حملكم ان عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني والى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال ما حملكم على ذلك فقال عثمان رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست