الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٤٥
أخذ الخلق من ظهره فقال هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي فقال رجل يا رسول الله فعلى ماذا نعمل قال على مواقع القدر * وأخرج أحمد والبزار والطبراني عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى فاخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر وضرب كتفه اليسرى فاخرج ذرية سوداء كأنهم الحممة فقال للذي في يمينه إلى الجنة ولا أبالي وقال للذي في كتفه اليسرى إلى النار ولا أبالي * وأخرج البزار والطبراني والآجري وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جل ذكره يوم خلق آدم قبض من صلبه قبضتين فوقع كل طيب في يمينه وكل خبيث بيده الأخرى فقال هؤلاء أصحاب الجنة ولا أبالي وهؤلاء أصحاب النار ولا أبالي ثم أعادهم في صلب آدم فهم ينسلون على ذلك إلى الآن * وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في القبضتين هذه في الجنة ولا أبالي هذه في النار ولا أبالي * وأخرج البزار والطبراني عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في القبضتين هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه قال فتفرق الناس وهم لا يختلفون في القدر * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والآجري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله آدم ضرب بيده على شق آدم الأيمن فاخرج ذرأ كالذر فقال يا آدم هؤلاء ذريتك من أهل الجنة ثم ضرب بيده على شق آدم الأيسر فاخرج ذرأ كالحمم ثم قال هؤلاء ذريتك من أهل النار * وأخرج أحمد عن أبي نضرة ان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له أبو عبد الله دخل عليه أصحابه يعودونه وهو يبكى فقالوا له ما يبكيك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله قبض بيمينه قبضة وأخرى باليد الأخرى فقال هذه لهذه وهذه لهذه ولا أبالي فلا أدرى في أي القبضتين أنا * وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله قبض قبضة فقال للجنة برحمتي وقبض قبضة فقال إلى النار ولا أبالي * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك قال إن الله أخرج من ظهر آدم يوم خلقه ما يكون إلى يوم القيامة فأخرجهم مثل الذر ثم قال الست بربكم قالوا بلى قالت الملائكة شهدنا ثم قبض قبضة بيمينه فقال هؤلاء في الجنة ثم قبض قبضة أخرى فقال هؤلاء في النار ولا أبالي * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ان يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين قال عن الميثاق الذي أخذ عليهم أو يقولوا انما أشرك آباؤنا من قبل فلا يستطيع أحد من خلق الله من الذرية ان يقولوا انما أشرك آباؤنا ونقضوا الميثاق وكنا نحن ذرية من بعدهم أفتهلكنا بذنوب آبائنا وبما فعل المبطلون والله تعالى أعلم * قوله تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) الآية * أخرج الفريابي وعبد الرزاق وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن مسعود واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها قال هو رجل من بني إسرائيل يقال له بلعم بن أبر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال هو بلعم بن باعوراء وفى لفظ بلعام ابن عامر الذي أوتى الاسم كان في بني إسرائيل * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا الآية قال هو رجل من مدينة الجبارين يقال له بلعم تعلم اسم الله الأكبر فلما نزل بهم موسى أتاه بنو عمه وقومه فقالوا ان موسى رجل حديد ومعه جنود كثيرة وانه ان يظهر علينا يهلكنا فادع الله أن يردعنا موسى ومن معه قال انى ان دعوت الله أن يرد موسى ومن معه مضت دنياي وآخرتي فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخ مما كان فيه وفى قوله ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث قال إن حمل الحكمة لم يحملها وان ترك لم يهتد لخير كالكلب ان كان رابضا لهث وان طرد لهث * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله واتل عليهم نبأ الذي آتيناه الآية قال هو رجل أعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيهن وكانت له امرأة له منها ولد فقالت اجعل لي منها واحدة قال فلك واحدة فما الذي تريدين قالت ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل فدعا الله فجعلها أجمل امرأة في بني إسرائيل فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأرادت شيئا آخر فدعا الله أن يجعلها كلبة فصارت كلبة فذهبت دعوتان فجاء بنوها فقالوا ليس بنا على هذا قرار قد صارت امنا كلبة يعيرنا الناس بها فادع الله أن يردها إلى الحال التي كانت عليه فدعا الله فعادت كما كانت فذهبت الدعوات
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست