الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٣٠
عن سعيد بن جبير في قوله انا هدنا إليك قال تبنا * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي وجرة السعدي وكان من أعلم الناس بالعربية قال لا والله لا أعلمها في كلام أحد من العرب هدنا قيل فكيف قال هدنا بكسر الهاء يقول ملنا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن وقتادة في قوله ورحمتي وسعت كل شئ قالا وسعت في الدنيا البر والفاجر وهي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء في قوله ورحمتي وسعت كل شئ قال رحمته في الدنيا على خلقه كلهم يتقلبون فيها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سماك بن الفضل انه ذكر عنده أي شئ أعظم فذكروا السماوات والأرض وهو ساكت فقالوا ما تقول يا أبا الفضل فقال ما من شئ أعظم من رحمته قال الله تعالى ورحمتي وسعت كل شئ * وأخرج أحمد وأبو داود عن جندب بن عبد الله البجلي قال جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها ثم صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نادى اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك في رحمتنا أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد خطرت رحمة واسعة ان الله خلق مائة رحمة فأنزل رحمة يتعاطف بها الخلق جنها وإنسها وبهائمها وعنده تسعة وتسعون * وأخرج أحمد ومسلم عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله مائة رحمة فمنها رحمة يتراحم بها الخلق وبها تعطف الوحوش على أولادها وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان موقوفا وابن مردويه عن سلمان قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق مائة رحمة يوم خلق السماوات والأرض كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض فاهبط منها رحمة إلى الأرض فبها تراحم الخلائق وبها تعطف الوالدة على ولدها وبها يشرب الطير والوحوش من الماء وبها يعيش الخلائق فإذا كان يوم القيامة انتزعها من خلقه ثم أفاضها على المتقين وزاد تسعة وتسعين رحمة ثم قرأ ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون * وأخرج الطبراني عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجر في دينه الأحمق في معيشته والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي قد محشته النار بذنبه والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال افتخرت الجنة والنار فقالت النار يا رب يدخلني الجبابرة والملوك والاشراف وقالت الجنة يا رب يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين فقال الله للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء وقال للجنة أنت رحمتي وسعت كل شئ ولكل واحد منكما ملؤها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي بكر الهذلي قال لما نزلت ورحمتي وسعت كل شئ قال إبليس يا رب وأنا من الشئ فنزلت فسأكتبها للذين يتقون الآية فنزعها الله من إبليس * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال لما نزلت ورحمتي وسعت كل شئ قال إبليس وأنا من الشئ فنسخها الله فأنزل فسأكتبها للذين يتقون إلى آخر الآية * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج قال لما نزلت ورحمتي وسعت كل شئ قال إبليس أنا من كل شئ قال الله فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة قالت يهود فنحن نتقي ونؤتي الزكاة قال الله الذين يتبعون الرسول النبي الأمي فعزلها الله عن إبليس وعن اليهود وجعلها لامة محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة نحوه * وأخرج البيهقي في الشعب عن سفيان بن عيينة قال لما نزلت هذه الآية ورحمتي وسعت كل شئ مد إبليس عنقه فقال أنا من الشئ فنزلت فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون فمدت اليهود والنصارى أعناقها فقالوا نحن نؤمن بالتوراة والإنجيل ونؤدي الزكاة فاختلسها الله من إبليس واليهود والنصارى فجعلها لهذه الأمة خاصة فقال الذين يتبعون الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبزار في مسنده وابن مردويه عن ابن عباس قال سال موسى ربه مسألة فأعطاها محمدا صلى الله عليه وسلم قوله واختار موسى قومه إلى قوله فسأكتبها للذين يتقون فأعطى محمدا صلى الله عليه وسلم كل شئ سال موسى ربه في هذه الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فسأكتبها للذين يتقون قال كتبها الله لهذه الأمة * وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال دعا موسى فبعث الله سبعين فجعل دعاءه حين دعاه لمن آمن بمحمد واتبعه قوله فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين فيما كتبها للذين يتقون
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست