عن سعيد بن جبير واسألهم عن القرية قال هي مدين * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله إذ يعدون في السبت قال يظلمون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله شرعا يقول من كل مكان * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله شرعا قال ظاهرة على الماء * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله شرعا قال واردة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر قال هي قرية على شاطئ البحر بين مصر والمدينة يقال لها أيلة فحرم الله عليهم الحيتان يوم سبتهم فكانت تأتيهم يوم سبتهم شرعا في ساحل البحر فإذا مضى يوم السبت لم يقدروا عليها فمكثوا كذلك ما شاء الله ثم إن طائفة منهم أخذوا الحيتان يوم سبتهم فنهتهم طائفة فلم يزدادوا الا غيا فقالت طائفة من النهاة تعلمون ان هؤلاء قوم قد حق عليهم العذاب لم تعظون قوما الله مهلكهم وكانوا أشد غضبا من الطائفة الأخرى وكل قد كانوا ينهون فلما وقع عليهم غضب الله نجت الطائفتان اللتان قالوا لم تعظون والذين قالوا معذرة إلى ربكم وأهلك الله أهل معصيته الذين أخذوا الحيتان فجعلهم قردة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله واسألهم عن القرية الآية قال إن الله انما افترض على بني إسرائيل اليوم الذي افترض عليكم يوم الجمعة فخالفوا إلى السبت فعظموه وتركوا ما أمروا به فلما ابتدعوا السبت ابتلوا فيه فحرمت عليهم الحيتان وهي قرية يقال لها مدين بين أيلة والطور فكانوا إذا كان يوم السبت شرعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر فإذا نقضي السبت ذهبت فلم تر حتى مثله من السبت المقبل فإذا جاء السبت عادت شرعا ثم إن رجلا منهم أخذ حوتا فخزمه بخيط ثم ضرب له وتدا في الساحل وربطه وتركه في الماء فلما كان الغد جاء فاخذه فأكله سرا ففعلوا ذلك وهم ينظرون لا يتناهون الا بقية منهم فنهوهم حتى إذا ظهر ذلك في الأسواق علانية قالت طائفة للذين ينهونهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم في سخطنا أعمالهم ولعلهم يتقون فكانوا أثلاثا ثلثا نهى وثلثا قالوا لم تعظون وثلثا أصحاب الخطيئة فما نجا الا الذين نهوا وهلك ساترهم فأصبح الذين نهوا ذات غداة في مجالسهم يتفقدون الناس لا يرونهم وقد باتوا من ليلتهم وغلقوا عليهم دورهم فجعلوا يقولون ان للناس لشأنا فانظروا ما شانهم فاطلعوا في دورهم فإذا القوم قد مسخوا يعرفون الرجل بعينه وانه لقرد والمرأة بعينها وانها لقردة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عكرمة قال جئت ابن عباس يوما وهو يبكى وإذا المصحف في حجره فقلت ما يبكيك يا ابن عباس فقال هؤلاء الورقات وإذا في سورة الأعراف قال تعرف أيلة قلت نعم قال فإنه كان بها حي من يهود سيقت الحيتان إليهم يوم السبت ثم غاصت لا يقدرون عليها حتى يغوصوا عليها بعد كد ومؤنة شديدة وكانت تأتيهم يوم السبت شرعا بيضا سمانا كأنها الماخض فكانوا كذلك برهة من الدهر ثم إن الشيطان أوحى إليهم فقال انما نهيتم عن أكلها يوم السبت فخذوها فيه وكلوها في غيره من الأيام فقالت ذلك طائفة منهم وقالت طائفة بل نهيتم عن أكلها وأخذها وصيدها في يوم السبت فعدت طائفة بأنفسها وأبنائها ونسائها واعتزلت طائفة ذات اليمين وتنحت واعتزلت طائفة ذات اليسار وسكتت وقال الأيمنون ويلكم لا تتعرضوا لعقوبة الله وقال الأيسرون لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قال الأيمنون معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ان ينتهوا فهو أحب إلينا أن لا يصابوا ولا يهلكوا وان لم ينتهوا فمعذرة إلى ربكم فمضوا على الخطيئة وقال الأيمنون قد فعلتم يا أعداء الله والله لنبايننكم الليلة في مدينتكم والله ما أراكم تصبحون حتى يصبحكم الله بخسف أو قذف أو بعض ما عنده من العذاب فلما أصبحوا ضربوا عليهم الباب ونادوا فلم يجابوا فوضعوا سلما وعلوا سور المدينة رجلا فالتفت إليهم فقال أي عباد الله قردة والله تعاوى لها أذناب ففتحوا فدخلوا عليهم فعرفت القردة أنسابها من الانس ولا تعرف الانس أنسابها من القردة فجعلت القرود تأتى نسيبها من الانس فتشم ثيابه وتبكي فيقول ألم ننهكم فتقول برأسها أي نعم قرأ ابن عباس فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئس قال اليم وجيع قال فأرى الذين نهوا قد نجوا ولا أرى الآخرين ذكروا ونحن نرى أشياء ننكرها ولا نقول فيها قلت أي جعلني الله فداك ألا ترى انهم كرهوا ما هم عليه وخالفوهم وقالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم قال فأمر بي فكسيت ثوبين غليظين * وأخرج عبد بن حميد
(١٣٧)