الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٣٦
موسى أمة) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال قال موسى يا رب أجد أمة إنجيلهم في قلوبهم قال تلك أمة تكون بعدك أمة أحمد قال يا رب أجد أمة يصلون الخمس تكون كفارة لما بينهن قال تلك أمة تكون بعدك أمة أحمد قال يا رب أجد أمة يعطون صدقات أموالهم ثم ترجع فيهم فيأكلون قال تلك أمة تكون بعدك أمة أحمد قال يا رب اجعلني من أمة أحمد فأنزل الله كهيئة المرضية لموسى ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي ليلى الكندي قال قرأ عبد الله بن مسعود ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون فقال رجل ما أحب انى منهم فقال عبد الله لم ما يزيد صالحوكم على أن يكونوا مثلهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ومن قوم موسى أمة الآية قال بلغني ان بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثنى عشر سبطا تبرأ سبط منهم مما صنعوا واعتذروا وسألوا الله ان يفرق بينهم وبينهم ففتح الله لهم نفقا في الأرض فساروا فيه حتى خرجوا من وراء الصين فهم هنالك حنفاء مستقبلين يستقبلون قبلتنا قال ابن جريج قال ابن عباس فذلك قوله وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ووعد الآخرة عيسى بن مريم قال ابن عباس ساروا في السرب سنة ونصفا * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال افترقت بنو إسرائيل بعد موسى أحد وسبعين فرقة كلها في النار الا فرقة وافترقت النصارى بعد عيسى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار الا فرقة وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا فرقة فاما اليهود فان الله يقول ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وأما النصارى فان الله يقول منهم أمة مقتصدة فهذه التي تنجو وأما نحن فيقول وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون فهذه التي تنجو من هذه الأمة * وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل قال إن مما فضل الله به محمدا صلى الله عليه وسلم انه عاين ليلة المعراج قوم موسى الذين من وراء الصين وذلك أن بني إسرائيل حين عملوا بالمعاصي وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس دعوا ربهم وهم بالأرض المقدسة فقالوا اللهم أخرجنا من بين أظهرهم فاستجاب لهم فجعل لهم سربا في الأرض فدخلوا فيه وجعل معهم نهرا يجرى وجعل لهم مصباحا من نور بين أيديهم فساروا فيه سنة ونصفا وذلك من بيت المقدس إلى مجلسهم الذي هم فيه فأخرجهم الله إلى أرض تجتمع فيها الهوام والبهائم والسباع مختلطين بها ليست فيها ذنوب ولا معاص فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ومعه جبريل فآمنوا به وصدقوه وعلمهم الصلاة وقالوا ان موسى قد بشرهم به * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون قال بينكم وبينهم نهر من سهل يعنى من رمل يجرى * وأخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن عمر وقال هم الذين قال الله ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق يعنى سبطان من أسباط بني إسرائيل يوم الملحمة العظمى ينصرون الاسلام وأهله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال إن لله عبادا من وراء الأندلس كما بيننا وبين الأندلس لا يرون ان الله عصاه مخلوق رضراضهم الدر والياقوت وجبالهم الذهب والفضة لا يزرعون ولا يحصدون ولا يعملون عملا لهم شجر على أبوابهم لها أوراق عراض هي لبوسهم ولهم شجر على أبوابهم لها ثمر فمنها يأكلون * قوله تعالى (فانبجست منه اثنتا عشرة عينا) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله فانبجست قال فانفجرت * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قال أجرى الله من الصخرة اثنتي عشرة عينا لكل سبط عين يشربون منها قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت بشر بن أبي حازم يقول فأسبلت العينان منى بواكف * كما انهل من واهي الكلى المتبجس * قوله تعالى (واسألهم عن القرية) أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال دخلت على ابن عباس وهو يقرأ هذه الآية واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر قال يا عكرمة هل تدرى أي قرية هذه قلت لا قال هي أيلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب واسألهم عن القرية قال هي طبرية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد واسألهم عن القرية قال هي قرية يقال لها مقنابين مدين وعينونا * وأخرج عبد بن حميد
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست