الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٩
اجتمعت فتدافعت وأتى بعضها بعضا أو أعظم من ذلك قال حزقيل فلما صعقت قال أنعشوه فإنه ضعيف خلق من طين ثم قال اذهب إلى قومك فأنت طليعتي عليهم كطليعة الجيش من دعوته منهم فاحابك واهتدي بهداك فلك مثل أجره ومن غفلت عنه حتى يموت ضالا فعليك مثل وزره لا يخفف ذلك من أوزارهم شبا ثم عرج بالعرش واحتملت حتى رددت إلى شاطئ الفرات فبينما أنا نائم على شاطئ الفرات إذ أتاني ملك فاخذ برأسي فاحتملني حتى أدخلني جنب بيت المقدس فإذا انا بحوض ماء لا يجوز قدمي ثم أفضيت منه إلى الجنة فإذا شجرها على شطوط أنهارها وإذا هو شجر لا يتناثر ورقه ولا يفنى عمره فإذا فيه الطلع والقضب 7 والبيع والقطيف قلت فما لباسها قال هو ثياب كثياب الحور يتفلق على أي لون شاء صاحبه قلت فما أزواجها فعرضن على فذهبت لأقيس حسن وجوههن فإذا هن لو جمع الشمس والقمر كان وجه إحداهن أضوء منهما وإذا لحم إحداهن لا يوارى عظمها وإذا عظمها لا يوارى مخها وإذا هي إذا نام عنها صاحبها استيقظ وهي بكر فعجبت من ذلك فقيل لي لم تعجب من هذا فقلت ومالي لا أعجب قال فإنه من اكل من هذه الثمار التي رأيت خلد ومن تزوج من هذه الأزواج انقطع عنه الهم والحزن قال ثم اخذ برأسي فردني حيث كنت قال حزقيل فبينا انا نائم على شاطئ الفرات إذ أتاني ملك فاخذ برأسي فاحتملني حتى وضعني بقاع من الأرض قد كانت معركة وإذا فيه عشرة آلاف قتيل قد بددت الطيور والسباع لحومهم وفرقت بين أوصالهم ثم قال لي ان قوما يزعمون أنه من مات منهم أو قتل فقد انفلت منى وذهبت عنه قدرتي فادعهم قال حزقيل فدعوتهم فإذا كل عظم قد أقبل إلى مفصله الذي منه انقطع ما رجل بصاحبه بأعرف من العظم بمفصله الذي فارق حتى أم بعضها بعضا ثم نبت عليها اللحم ثم نبتت العروق ثم انبسطت الجلود وأنا انظر إلى ذلك ثم قال ادع لي أرواحهم قال حزقيل فدعوتها وإذا كل روح قد أقبل إلى جسده الذي فارق فلما جلسوا سألتهم فيم كنتم قالوا انا لما متنا وفارقنا الحياة لقينا ملك يقال له ميكائيل قال هلموا أعمالكم وخذوا أجوركم كذلك سنتنا فيكم وفيمن كان قبلكم وفيمن هو كائن بعدكم فنظر في أعمالنا فوجدنا نعبد الأوثان فسلط الدود على أجسادنا وجعلت الأرواح تألمه وسلط الغم على أرواحنا وجعلت أجسادنا تألمه فلم نزل كذلك نعذب حتى دعوتنا قال ثم احتملني فردني حيث كنت * (سورة يونس عليه السلام مكية) * * أخرج النحاس وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة يونس بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت سورة يونس بمكة * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال كانت سورة يونس تعد السابعة * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله أعطاني الرائيات إلى الطواسين مكان الإنجيل * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن الأحنف رضي الله عنه قال صليت خلف عمر رضي الله عنه الغداة فقرأ بيونس وهود وغيرهما * قوله تعالى (الر) * اخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الر قال فواتح السور أسماء من أسماء الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات وابن النجار في تاريخه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الر قال أنا الله أرى * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله الر قال أنا الله أرى * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله الر قال أنا الله أرى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الر وحم ون قال اسم مقطع * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الر وحم ون حروف الرحمن مفرقة * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي في قوله الر قال ألف ولام وراء من الرحمن * قوله تعالى (تلك آيات الكتاب الحكيم) * أخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله تعالى تلك يعنى هذه * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله تعالى تلك آيات الكتاب قال الكتب التي خلت قبل القرآن * قوله تعالى (أكان للناس عجبا ان أوحينا إلى رجل منهم) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا أنكرت العرب ذلك ومن أنكر منهم قالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست