عن عكرمة قال كانت قرية على ساحل البحر يقال لها أيلة وكان على ساحل البحر صنمان من حجارة مستقبلان الماء يقال لأحدهما لقيم والآخر لقمانة فأوحى الله إلى السمك ان حج يوم السبت إلى الصنمين وأوحى إلى أهل القرية انى قد أمرت السمك ان يحجوا إلى الصنمين يوم السبت فلا تعرضوا للسمك يوم لا يمتنع منكم فإذا ذهب السبت فشأنكم به فصيدوه فكان إذا طلع الفجر يوم السبت أقبل السمك شرعا إلى الصنمين لا يمتنع من آخذ يأخذه فظهر يوم السبت شئ من السمك في القرية فقالوا نأخذه يوم السبت فنأكله يوم الاحد فلما كان يوم السبت الآخر ظهر أكثر من ذلك فلما كان السبت الآخر ظهر السمك في القرية فقام إليهم قوم منهم فوعظوهم فقالوا اتقوا الله فقام آخرون فقالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون فلما كان سبت من تلك الاسبات فشى السمك في القرية فقام الذين نهوا عن السوء فقالوا لا نبيت معكم الليلة في هذه القرية فقيل لهم لو أصبحتم فانقلبتم بذراريكم ونسائكم قالوا لا نبيت معكم الليلة في هذه القرية فان أصبحنا غدونا فأخرجنا ذرارينا وأمتعتنا من بين ظهرانيكم وكان القوم شاتين فلما أمسوا أغلقوا أبوابهم فلما أصبحوا لم يسمع القوم لهم صوتا ولم يروا سرجا خرج من القرية قالوا قد أصاب أهل القرية شر فبعثوا رجلا منهم ينظر إليهم فلما أتى القرية إذا الأبواب مغلقة عليهم فاطلع في دار فإذا هم قرود كلهم المرأة أنثى والرجل ذكر ثم اطلع في دار أخرى فإذا هم كذلك الصغير صغير والكبير كبير ورجع إلى القوم فقال يا قوم نزل باهل القرية ما كنتم تحذرون أصبحوا قردة كلهم لا يستطيعون أن يفتحوا الأبواب فدخلوا عليهم فإذا هم قردة كلهم فجعل الرجل يومئ إلى القرد منهم أنت فلان فيومئ برأسه نعم وهم يبكون فقالوا أبعدكم الله قد حذرناكم هذا ففتحوا لهم الأبواب فخرجوا فلحقوا بالبرية * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال نجا الناهون وهلك الفاعلون ولا أدرى ما صنع بالساكتين * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن ابن عباس قال والله لئن أكون علمت أن القوم الذين قالوا لم تعظون قوما نجوا مع الذين نهوا عن السوء أحب إلى ما عدل به وفى لفظ من حمر النعم ولكني أخاف ان تكون العقوبة نزلت بهم جميعا * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال قال ابن عباس ما أدرى أنجا الذين قالوا لم تعظون قوما أم لا قال فما زلت أبصره حتى عرف انهم قد نجوا فكساني حلة * واخرج عبد بن حميد عن ليث بن أبي سليم قال مسخوا حجارة الذين قالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله واسألهم عن القرية الآية قال كان حوتا حرمه الله عليهم في يوم وأحله لهم فيما سوى ذلك فكان يأتيهم في اليوم الذي حرمه الله عليهم كأنه المخاض ما يمتنع من أحد فجعلوا يهمون ويمسكون وقلما رأيت أحدا أكثر الاهتمام بالذنب الا واقعه فجعلوا يهمون ويمسكون حتى أخذوه فأكلوا بها والله أوخم أكلة اكلها قوم قط أبقاه خزيا في الدنيا وأشده عقوبة في الآخرة وأيم الله للمؤمن أعظم حرمة عند الله من حوت ولكن الله عز وجل جعل موعد قوم الساعة والساعة أدهى وأمر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال اخذ موسى عليه السلام رجلا يحمل حطبا يوم السبت وكان موسى يسبت فصلبه * واخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال احتطب رجل في السبت وكان داود عليه السلام يسبت فصلبه * واخرج عبد بن حميد عن أبي بكر بن عياش قال كان حفظي عن عاصم بعذاب بئيس على معنى فيعل ثم دخلني منها شك فتركت روايتها عن عاصم وأخذتها عن الأعمش بعذاب بئيس على معنى فعيل * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله بعذاب بئيس قال لا رحمة فيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة بعذاب بئيس قال وجيع * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله بعذاب بئيس قال أليم بشدة * واخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال نودي الذين اعتدوا في السبت ثلاثة أصوات نودوا يا أهل القرية فانتبهت طائفة ثم نودوا يا أهل القرية فانتبهت طائفة أكثر من الأولى ثم نودوا يا أهل القرية فانتبه الرجال والنساء والصبيان فقال الله لهم كونوا قردة خاسئين فجعل الذين نهوهم يدخلون عليهم فيقولون يا فلان ألم ننهكم فيقولون برؤوسهم أي بلى * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وماهان الحنفي قال لما مسخوا جعل الرجل يشبه لرجل وهو قرد
(١٣٨)