وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتهددون اليهودي ويتوعدونه فقالوا يا رسول الله يهودي يحبسك قال منعني ربى أن أظلم معاهدا ولا غيره فلما ترحل النهار أسلم اليهودي وقال شطر مالي في سبيل الله اما والله ما فعلت الذي فعلت بك الا لأنظر إلى نعتك في التوراة محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا متزين بالفحشاء ولا قوال للخنا * وأخرج ابن سعد عن الزهري ان يهوديا قال ما كان بقى شئ من نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة الا رأيته الا الحلم وأني أسلفته ثلاثين دينارا في ثمر إلى أجل معلوم فتركته حتى إذا بقى من الاجل يوم أتيته فقلت يا محمد اقضني حقي فإنكم معاشر بنى عبد المطلب مطل فقال عمر يا يهودي الخبيث اما والله لولا مكانه لضربت الذي فيه عيناك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غفر الله لك يا أبا حفص نحن كنا إلى غير هذا منك أحوج إلى أن تكون أمرتني بقضاء ما على وهو إلى أن تكون أعنته على قضاء حقه أحوج فلم يزده جهلي عليه الا حلما قال يا يهودي انما يحل حقك غدا ثم قال يا أبا حفص اذهب به إلى الحائط الذي كان سأل أول يوم فان رضيه فاعطه كذا وكذا صاعا وزده لما قلت له كذا وكذا صاعا وزده فان لم يرض فاعط ذلك من حائط كذا وكذا فأتى بي الحائط فرضى ثمره فأعطاه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أمره من الزيادة فلما قبض اليهودي تمره قال أشهد أن لا إله إلا الله وانه رسول الله وانه والله ما حملني على ما رأيتني صنعت يا عمر الا انى قد كنت رأيت في رسول الله صفته في التوراة كلها الا الحلم فاختبرت حلمه اليوم فوجدته على ما وصف في التوراة وأني أشهدك ان هذا التمر وشطر مالي في فقراء المسلمين فقال عمر فقلت أو بعضهم فقال أو بعضهم قال وأسلم أهل بيت اليهودي كلهم الا شيخ كان ابن مائة سنة فعسا على الكفر * وأخرج ابن سعد عن كثير بن مرة قال إن الله يقول لقد جاءكم رسول الله بوهن ولا كسل يفتح أعينا كانت عميا ويسمع آذانا كانت صما ويختن قلوبا كانت غلفا ويقيم سنة كانت عوجاء حتى يقال لا إله إلا الله * وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدراس فقال أخرجوا إلى أعلمكم فقالوا عبد الله ابن صوريا فخلا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فناشده بدينه وبما أنعم الله به عليهم وأطعمهم من المن والسلوى وظللهم به من الغمام أتعلم انى رسول الله قال اللهم نعم وان القوم ليعرفون ما أعرف وان صفتك ونعتك المبين في التوراة ولكنهم حسدوك قال فما يمنعك أنت قال أكره خلاف قومي وعسى ان يتبعوك ويسلموا فأسلم * وأخرج الطبراني وأبو نعيم والبيهقي عن الفلتان بن عاصم قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتقرأ التوراة قال نعم قال والإنجيل قال نعم فناشده هل تجدني في التوراة والإنجيل قال نجد نعتا مثل نعتك ومثل هيئتك ومخرجك وكنا نرجو أن تكون منا فلما خرجت تخوفنا ان تكون هو أنت فنظرنا فإذا ليس أنت هو قال ولم ذاك قال إن معه من أمته سبعين ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب وانما معك نفر يسير قال والذي نفسي بيده لأنا هو انهم لامتي وانهم لأكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط وغيرهما إلى يهود يثرب وقالوا لهم سلوهم عن محمد صلى الله عليه وسلم فقدموا المدينة فقالوا أتيناكم لأمر حدث فينا منا غلام يتيم يقول قولا عظيما يزعم أنه رسول الرحمن قالوا صفوا لنا نعته فوصفوا لهم قالوا فمن تبعه منكم قالوا سفلتنا فضحك حبر منهم فقال هذا النبي الذي نجد نعته ونجد قومه أشد الناس له عدواة * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن وهب قال كان في بني إسرائيل رجل عصى الله تعالى مائتي سنة ثم مات فأخذوه فألقوه على مزبلة فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن اخرج فصل عليه قال يا رب بنو إسرائيل شهدوا انه عصاك مائتي سنة فأوحى الله إليه هكذا كان لا انه كان كلما نشر التوراة ونظر إلى اسم محمد صلى الله عليه وسلم قبله ووضعه على عينيه وصلى عليه فشكرت له ذلك وغفرت ذنوبه وزوجته سبعين حوراء * وأخرج ابن سعد والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معافى الدلائل عن عائشة رضي الله عنها قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم مكتوب في الإنجيل لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزى بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال قدم الجارود بن عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال والذي بعثك بالحق لقد وجدت وصفك في الإنجيل ولقد بشر
(١٣٣)