الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٢٨
لكل مفتر إلى يوم القيامة ان يذله الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله وكذلك نجزى المفترين قال كل صاحب بدعة ذليل * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن سفيان بن عيينة قال لا تجد مبتدعا الا وجدته ذليلا ألم تسمع إلى قوله الله ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن عيينة قال ليس في الأرض صاحب بدعة الا وهو يجد ذلة تغشاه وهو في كتاب الله قالوا أين هي قال اما سمعتم إلى قوله ان الذين اتخذوا العجل الآية قالوا يا أبا محمد هذه لأصحاب العجل خاصة قال كلا اقرأ ما بعدها وكذلك نجزى المفترين فهي لكل مفتر ومبتدع إلى يوم القيامة * قوله تعالى (والذين عملوا السيئات) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود انه سئل عن الرجل يزنى بالمرأة ثم يتزوجها فتلا والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا ان ربك من بعدها لغفور رحيم * قوله تعالى (ولما سكت عن موسى الغضب) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال أعطى الله موسى التوراة في سبعة ألواح من زبرجد فيها تبيان لكل شئ وموعظة التوراة مكتوبة فلما جاء بها فرأى بني إسرائيل عكوفا على العجل فرمى التوراة من يده فتحطمت وأقبل على هارون فاخذ برأسه فرفع الله منها ستة أسباع وبقى سبع فلما ذهب عن موسى الغضب أخذ الألواح وفى نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون قال فيما بقى منها * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن المجاهد ان سعيد بن جبير قال كانت الألواح من زمرد فلما ألقاها موسى ذهب التفصيل وبقى الهدى والرحمة وقرأ وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ وقرأ ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الألواح وفى نسختها هدى ورحمة قال ولم يذكر التفصيل ههنا * واخرج عبد بن حميد عن قتادة واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا قال اختارهم ليقوموا مع هارون على قومه بأمر الله فلما أخذتهم الرجفة تناولتهم الصاعقة حين اخذت قومهم * واخرج عبد ابن حميد من طريق أبى سعد عن مجاهد واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة بعد أن خرج موسى بالسبعين من قومه يدعون الله ويسألونه ان يكشف عنهم البلاء فلم يستجب لهم علم موسى انهم قد أصابوا من المعصية ما أصاب قومهم قال أبو سعد فحدثني محمد بن كعب القرظي قال فلم يستجب لهم من اجل انهم لم ينهوهم عن المنكر ولم يأمروهم بالمعروف فاخذتهم الرجفة فماتوا ثم أحياهم الله * وأخرج عبد بن حميد عن الفضل بن عيسى بن أخي الرقاشي ان بني إسرائيل قالوا ذات يوم لموسى الست ابن عمنا ومنا وتزعم انك كلمت رب العزة فانا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فلما ان أبوا الا ذلك أوحى الله إلى موسى ان اختر من قومك سبعين رجلا فاختار موسى من قومه سبعين رجلا خيرة ثم قال لهم اخرجوا فلما برزوا جاءهم مالا قبل لهم به فاخذتهم الرجفة قالوا يا موسى ردنا فقال لهم موسى ليس لي من الامر شئ سألتم شيئا فجاءكم فماتوا جميعا قيل يا موسى ارجع قال رب إلى أين الرجعة رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إلى قول فسأكتبها للذين يتقون الآية قال عكرمة كتبت الرحمة يومئذ لهذه الأمة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه قال لما حضر أجل هارون أوحى الله إلى موسى ان انطلق أنت وهرون وابن هارون إلى غار في الجبل فانا قابض روحه فانطلق موسى وهرون وابن هارون فلما انتهوا إلى الغار دخلوا فإذا سرير فاضطجع عليه موسى ثم قام عنه فقال ما أحسن هذا المكان يا هارون فاضطجع هارون فقبض روحه فرجع موسى وابن هارون إلى بني إسرائيل حزينين فقالوا له أين هارون قال مات قالوا بلى قتلته كنت تعلم انا نحبه فقال لهم موسى ويلكم أقتل أخي وقد سألته الله وزيرا ولو انى أردت قتله أكان ابنه يدعنى قالوا له بلى قتلته حسدتناه قال فاختاروا سبعين رجلا فانطلق بهم فمرض رجلا في الطريق فخط عليهما خطافا فانطلق موسى وابن هارون وبنو إسرائيل حتى انتهوا إلى هارون فقال يا هارون من قتلك قال لم يقتلني أحد ولكني مت قالوا ما تقضى يا موسى ادع لنا ربك يجعلنا أنبياء قال فاخذتهم الرجفة فصعقوا أو صعق الرجلان اللذان خلفوا وقام موسى يدعو ربه لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا فأحياهم الله فرجعوا إلى قومهم أبيناء * قوله تعالى (واختار موسى قومه) الآية * اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن حاتم عن ابن عباس في قوله اختار موسى قومه الآية قال كان الله أمره ان يختار من قومه سبعين جلا فاختار سبعين
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست