الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٣٥
وردها يوم ظمئها * قوله تعالى (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) الآية * اخرج الطبراني عن حبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجل من الاعراب يستفتيه عن الرجل ما الذي يحل له والذي يحرم عليه في ماله ونسكه وماشيته وعنزه وفرعه من نتاج إبله وغنمه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أحل لك الطيبات وحرم عليك الخبائث الا ان تفتقر إلى طعام فتأكل منه حتى تستغنى عنه قال ما فقري الذي آكل ذلك إذا بلغته أم ما غناي الذي يغنيني عنه قال إذا كنت ترجو نتاجا فتبلغ بلحوم ماشيتك إلى نتاجك أو كنت ترجو عشاء تصيبه مدركا فتبلغ إليه بلحوم ماشيتك وإذا كنت لا ترجو من ذلك شيئا فأطعم أهلك ما بدا لك حتى تستغنى عنه قال الاعرابي وما عشائي الذي ادعه إذا وجدته قال إذا رويت أهلك غبوقا من اللبن فاجتنب ما حرم عليك من الطعام واما مالك فإنه ميسور كله ليس منه حرام غير أن في نتاجك من إبلك فرعا وفى نتاجك من غنمك فرعا تغدوه ماشيتك حتى تستغنى ثم إن شئت فاطعمه أهلك وان شئت تصدق بلحمه وأمره ان يعقر من الغنم في كل مائة عشرا * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن جريج في قوله ويحل لهم الطيبات قال الحلال ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم قال التثقيل الذي كان في دينهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ويحرم عليهم الخبائث قال كلحم الخنزير والربا وما كانوا يستحلون من المحرمات من المآكل التي حرمها الله وفى قوله ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم قال هو ما كان أخذ الله عليهم من الميثاق فيما حرم عليهم * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ويضع عنه إصرهم قال عهدهم ومواثيقهم في تحريم ما أحل الله لهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدى ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم يقول يضع عنهم عهودهم ومواثيقهم التي أخذت عليهم في التوراة والإنجيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ويضع عنهم إصرهم قال التشديد في العبادة كان أحدهم يذنب الذنب فيكتب على باب داره ان توبتك ان تخرج أنت وأهلك ومالك إلى العدو فلا ترجع حتى يأتي الموت على آخركم وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ويضع عنهم إصرهم قال ما غلظ على بني إسرائيل من قرض البول من جلودهم إذا أصابهم ونحوه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شودب في قوله والأغلال التي كانت عليهم قال الشدائد التي كانت عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم قال تشديد شدد على القوم فجاء محمد صلى الله عليه وسلم بالتجاوز عنهم * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير ويضع عنهم إصرهم قال ما غلظوا على أنفسهم من قطع أثر البول وتتبع العروق في اللحم وشبهه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد ويضع عنهم إصرهم قال عهدهم * قوله تعالى (فالذين آمنوا به وعزروه) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وعزروه يعنى عظموه ووقروه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله وعزروه ونصروه قال بالسيف * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وعزروه يقول نصروه قال فاما نصره وتعزيره قد سبقتم به ولكن خيركم من آمن واتبع النور الذي انزل معه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وعزروه قال شددوا امره وأعانوا رسوله ونصروه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرا وعزروه مثقلة * قوله تعالى (قل يا أيها الناس انى رسول الله إليكم جميعا) الآية * أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى الأحمر والأسود فقال يا أيها الناس انى رسول الله إليكم جميعا * وأخرج البخاري وابن مردويه عن أبي الدرداء قال كانت بين أبى بكر وعمر محاورة فاغضب أبو بكر عمر فانصرف عمر عنه مغضبا فاتبعه أبو بكر فسأله ان يستغفر له فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه فاقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وندم عمر على ما كان منه فاقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقص الخبر فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل أنتم تاركوا إلى صاحبي انى قلت يا أيها الناس انى رسول الله إليكم جميعا فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يؤمن بالله وكلمته قال عيسى * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم ان قرأ يؤمن بالله وكلماته على الجماع * قوله تعالى (ومن قوم
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست