الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٤٠
والحسين ودعا اليهود ليلا عنهم فقال شاب من اليهود ويحكم أليس عهدكم بالأمس إخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير لا تلاعنوا فانتهوا * وأخرج ابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه في هذه الآية تعالوا ندع أبناءنا الآية قال فجاء بأبي بكر وولده وبعمر وولده وبعثمان وولده وبعلي وولده * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن ابن عباس ثم نبتهل نجتهد * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا الاخلاص يشير بإصبعه التي تلى الابهام وهذا الدعاء فرفع يديه حذو منكبيه وهذا الابتهال فرفع يديه مدا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ان هذا لهوا القصص الحق يقول إن هذا الذي قلنا في عيسى هو الحق * وأخرج عبد بن حميد عن قيس بن سعد قال كان بين ابن عباس وبين آخر شئ فقرأ هذه الآية تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فرفع يديه واستقبل الركن فنجعل لعنة الله على الكاذبين * قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا) * أخرج ابن أبي شيبة وسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا الآية وفى الثانية تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم * وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم والنسائي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال حدثني أبو سفيان ان هرقل دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى اما بعد فإني أدعوك بدعاية الاسلام أسلم تسلم أسلم يؤتك الله أجرك مرتين فان توليت فان عليك اثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا إلى قوله اشهدوا بانا مسلمون * وأخرج الطبراني عن ابن عباس ان كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكفار تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الآية * وأخرج ابن حرير وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله تعالوا إلى كلمة الآية قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة إلى ذلك فأبوا عليه فجاهدهم حتى أتوا بالجزية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة إلى الكلمة السواء وهم الذين حاجوا في إبراهيم وزعموا أنه مات يهوديا وأكذبهم الله ونفاهم منه فقال يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا اليهود إلى الكلمة السواء * وأخرج عن محمد بن جعفر بن الزبير في قوله قل يا أهل الكتاب تعالوا الآية قال فدعاهم إلى النصف وقطع عنهم الحجة يعنى وفد نجران * وأخرج عن السدى قال ثم دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى الوفد من نصارى نجران فقال يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة تعالوا إلى كلمة سواء قال عدل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع مثله * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله سواء بيننا وبينكم قال عدل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر تلاقينا تعاصينا سواء * ولكن حم عن حال بحال * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال كلمة السواء لا إله إلا الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد تعالوا إلى كلمة سواء قال لا إله إلا الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله قال لا يطيع بعضنا بعضا في معصية الله ويقال ان تلك الربوية ان يطيع الناس سادتهم وقادتهم في غير عبادة وان لم يصلوا لهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا قال سجود بعضهم لبعض * قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تحاجون) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا عنده فقالت الأحبار ما كان إبراهيم الا يهوديا وقالت النصارى ما كان إبراهيم الا نصرانيا فأنزل الله فيهم يا أهل الكتاب لما تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل الا من بعده إلى قوله والله ولى المؤمنين فقال أبو رافع القرظي أتريد منا يا محمد ان نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم فقال رجل من أهل نجران أذلك تريد يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ الله أن أعبد غير الله أو آمر بعبادة
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة