الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٤٢
سورة الروم وسورة العنكبوت وأصحاب الكهف ومريم فلما ان ذكر عيسى في القرآن أراد عمرو أن يغضبه عليهم فقال والله انهم ليشتمون عيسى ويسبونه قال النجاشي ما يقول صاحبكم في عيسى قال يقول إن عيسى عبد الله ورسوله وروحه كلمته ألقاها إلى مريم فاخذ النجاشي نفثه من سواكه قدر ما يقذى العين فحلف ما زاد المسيح على ما يقول صاحبكم ما يزن ذلك القذى في يده من نفثة سواكه فابشروا ولا تخافوا فلا دهونة يعنى بلسان الحبشة اليوم على حزب إبراهيم قال عمرو بن العاص ما حزب إبراهيم قال هؤلاء الرهط وصاحبهم الذي جاؤوا من عنده ومن اتبعهم فأنزلت ذلك اليوم خصومتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لكل نبي ولاة من النبيين وان وليي منهم أبى وخليل ربى ثم قرأ ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحكم بن ميناء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معشر قريش ان أولى الناس بالنبي المتقون فكونوا أنتم بسبيل ذلك فانظروا ان لا يلقاني الناس يحملون الأعمال وتلقوني بالدنيا تحملونها فاصد عنكم بوجهي ثم قرأ عليهم هذه الآية ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس أن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه قال هم المؤمنون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه يقول الذين اتبعوه على ملته وسنته ومنهاجه وفطرته وهذا النبي وهو نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه وهم المؤمنون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال كل مؤمن ولى لإبراهيم ممن مضى وممن بقى * وأخرج أحمد وابن أبي داود في البعث وابن أبي الدنيا في العزاء والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة * قوله تعالى (ودت طائفة من أهل الكتاب) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سفيان قال كل شئ في آل عمران من ذكر أهل الكتاب فهو في النصارى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون قال تشهدون ان نعت نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم في كتابكم ثم تكفرون به وتنكرونه ولا تؤمنون به وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم في التورة والإنجيل النبي الأمي * وأخرج ابن أبي جرير وابن أبي حاتم عن الربيع مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله قال محمد وأنتم تشهدون قال تشهدون انه الحق تجدونه مكتوبا عندكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل لم تكفرون بآيات الله قال بالحجج وأنتم تشهدون ان القرآن حق وأن محمدا رسول الله تجدونه مكتوبا في التوراة والإنجيل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن جريج لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون على أن الدين عند الله الاسلام ليس لله دين غيره * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في قوله لم تلبسون الحق بالباطل يقول لم تخلطون اليهودية والنصرانية بالاسلام وقد علمتم ان دين الله الذي لا يقبل من أحد غيره الاسلام وتكتمون الحق يقول تكتمون شأن محمد صلى الله عليه وسلم وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة مثله * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال قال عبد الله بن الضيف وعدى بن زيد والحرث بن عوف بعضهم لبعض تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه غدوة ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون كما نصنع فيرجعون عن دينهم فأنزل الله فيهم يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل إلى قوله والله واسع عليم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن أبي مالك قال قالت اليهود بعضهم لبعض آمنوا معهم بما يقولون أول النهار وارتدوا آخره لعلهم يرجعون معكم فاطلع الله على سرهم فأنزل الله تعالى وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله وقالت طائفة من أهل الكتاب الآية قال كان أحبار قرى عربية اثنا عشر حبرا فقالوا لبعضهم ادخلوا في دين محمد أول النهار وقولوا
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة