الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٩
بيد على وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه واقرا له فقال والذي بعثني بالحق لو فعلا لا مطر الوادي عليهما نارا قال جابر فيهم نزلت تعالوا ندع أبناءنا وأبناء كم الآية قال جابر أنفسنا وأنفسكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى وأبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر ان وفد نجران أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ما تقول في عيسى فقال هو روح الله وكلمته وعبد الله ورسوله قالوا له هل لك أن نلاعنك انه ليس كذلك قال وذاك أحب إليكم قالوا نعم قال فإذا شئتم فجاء وجمع ولده الحسن والحسين فقال رئيسهم لا تلاعنوا هذا الرجل فوالله لئن لاعنتموه ليخسفن بأحد الفريقين فجاؤوا فقالوا يا أبا القاسم انما أراد أن يلاعنك سفهاؤنا وانا نحب أن تعفينا قال قد أعفيتكم ثم قال إن العذاب قد أظل نجران * وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم منهم السيد وهو الكبير والعاقب وهو الذي يكون بعده وصاحب رأيهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما أسلما قالا أسلمنا قال ما أسلمتما قالا بلى قد أسلمنا قبلك قال كذبتما يمنعكم من الاسلام ثلاث فيكما عبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير وزعمكما ان لله ولدا ونزل ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب الآية فلما قرأها عليهم قالوا ما نعرف ما تقول ونزل فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم يقول من جادلك في أمر عيسى من بعدما جاءك من العلم من القرآن فقل تعالوا إلى قوله ثم نبتهل يقول نجتهد في الدعاء ان الذي جاء به محمد هو الحق وان الذي يقولون هو الباطل فقال لهم ان الله قد أمرني ان لم تقبلوا هذا أن أباهلكم فقالوا يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك فخلا بعضهم ببعض وتصادقوا فيما بينهم قال السيد للعاقب قد والله علمتم ان الرجل نبي مرسل ولئن لاعنتموه انه ليستأصلكم ومالا عن قوم قط نبيا فبقى كبيرهم ولا نبت صغيرهم فان أنتم ان تتبعوه وأبيتم الا الف دينكم فوادعوه وارجعوا إلى بلاد كم وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ومعه على والحسن والحسين وفاطمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أنا دعوت فأمنوا أنتم فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية * وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس ان ثمانية من أساقف العرب من أهل نجران قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم العاقب والسيد فأنزل الله قل تعالوا ندع أبناءنا إلى قوله ثم نبتهل يريد ندع الله باللعنة على الكاذب فقالوا أخرنا ثلاثة أيام فذهبوا إلى بني قريظة والنضير وبنى قينقاع فاستشاروهم فأشاروا عليهم ان يصالحوه ولا يلاعنوه وهو النبي الذي نجده في التوراة فصالحوا النبي صلى الله عليه وسلم على ألف حلة في صفر وألف في رجب ودراهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الدلائل عن قتادة فمن حاجك فيه في عيسى فقل تعالوا ندع أبناءنا الآية فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لذلك وفد نجران وهم الذين حاجوه في عيسى فنكصوا وأبو وذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن كان العذاب لقد نزل على أهل نجران ولو فعلوا لاستؤصلوا عن جديد الأرض * وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم عن الشعبي قال كان أهل نجران أعظم قوم من النصارى قولا في عيسى بن مريم فكانوا يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم فيه فأنزل الله هذه الآيات في سورة آل عمران ان مثل عيسى عند الله إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين فامر بملاعنتهم فواعدوه لغد فغدا النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين وفاطمة فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لو تموا على الملاعنة * وأخرج عبد الرزاق والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال لو باهل أهل نجران رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا * وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبي وقاص قال لما نزلت هذه الآية قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي * وأخرج ابن جرير عن علباء بن أحمر اليشكري قال لما نزلت هذه الآية قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم الآية أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى على وفاطمة وابنيهما الحسن
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة