الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٤٤
دينار قال انما سمى الدينار لأنه دين ونار قال معناه ان من أخذه بحقه فهو دينه ومن أخذه بغير حقه فله النار * وأخرج الخطيب في تاريخه عن علي بن أبي طالب انه سئل عن الدرهم لم سمى درهما وعن الدينار لم سمى دينارا قال اما الدرهم فسمى دارهم واما الدينار فضربته المجوس فسمى دينارا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد الا ما دمت عليه قائما قال مواظبا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى الا ما دمت عليه قائما يقول يعترف بأمانته ما دمت عليه قائما على رأسه فإذا قمت ثم جئت تطلبه كافرك الذي يؤدى والذي يجحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل قال قالت اليهود ليس علينا فيما أصبنا من أموال العرب سبيل * وأخرج ابن جرير عن السدى قال يقال له ما بالك لا تؤدى أمانتك فيقول ليس علينا حرج في أموال العرب قد أحلها الله لنا * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال لما نزلت ومن أهل الكتاب إلى قوله ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل قال النبي صلى الله عليه وسلم كذب أعداء الله ما من شئ كان في الجاهلية الا وهو تحت قدمي هاتين الا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن صعصعة انه سأل ابن عباس فقال انا نصيب في الغزو من أموال أهل الذمة الدجاجة والشاة قال ابن عباس فتقولون ماذا قال نقول ليس علينا في ذلك من باس قال هذا كما قال أهل الكتاب ليس علينا في الأميين سبيل انهم إذا أدوا الجزية لم تحل لكم أموالهم الا بطيب أنفسهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في الآية قال بايع اليهود رجال من المسلمين في الجاهلية فلما أسلموا تقاضوهم ثمن بيوعهم فقالوا ليس علينا أمانة ولا قضاء لكم عندنا لأنكم تركتم دينكم الذي كنتم عليه وادعوا انهم وجدوا ذلك في كتابهم فقال الله ويقولون على الله الكذب وهم يعملون * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس بلى من أوفى بعهده واتقى يقول اتقى الشرك فان الله يحب المتقين يقول الذين يتقون الشرك * قوله تعالى (ان الذين يشترون) الآية * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقى الله وهو عليه غضبان فقال الأشعث بن قيس في والله كان ذلك كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألك بينة قلت لا فقال لليهودي احلف فقلت يا رسول الله اذن يحلف فيذهب مالي فأنزل الله ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية * وأخرج عبد بن حميد والبخاري وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن أبي أوفى ان رجلا أقام سلعة له في السوق فحلف بالله لقد أعطى بها ما لم يعطه ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت هذه الآية ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن عدى بن بحيرة قال كان بين امرئ القيس ورجل من حضرموت خصومة فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال للحضرمي بينتك والا فيمينه قال يا رسول الله ان حلف ذهب بأرضي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها حق أخيه لقى الله وهو عليه غضبان فقال امرؤ القيس يا رسول الله فما لمن تركها وهو يعلم أنها حق قال الجنة فقال أشهدك انى قد تركتها فنزلت هذه الآية ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية لفظ ابن جرير * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ان الأشعث بن قيس اختصم هو ورجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض كانت في يده لذلك الرجل أخذها في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقم بينتك قال الرجل ليس يشهد لي أحد على الأشعث قال فلك يمينه فقال الأشعث نحلف فأنزل الله ان الذين يشترون بعهد الله الآية فنكل الأشعث وقال انى أشهد الله وأشهدكم ان خصمي صادق فرد إليه أرضه وراده من أرض نفسه زيادة كثيرة * وأخرج ابن جرير عن الشعبي ان رجلا أقام سلعته من أول النهار فلما كان
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة