الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٣
صيد قبل ان يحرم الرجل فهو حلال وان صاده حرام للحلال فلا يحل أكله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عبد الرحمن بن عثمان قال كنا مع طلحة بن عبيد الله ونحن حرم فأهدى لنا طائر فمنا من أكل ومنا من تورع فلم يأكل فلما استيقظ طلحة وافق من أكل وقال أكلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس قال اقرأها كما تقرؤها فان الله ختم الآية بحرام قال أبو عبيد يعنى وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما يقول فهذا يأتي معناه على قتله وعلى أكل لحمه * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن أبي قتادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حاجا فخرجوا معه فصرف طائفة منهم فيهم أبو قتادة فقال خذوا ساحل البحر حتى نلتقي فأخذوا ساحل البحر فلما انصرفوا أحرموا كلهم الا أبو قتادة لم يحرم فبينما هم يسيرون إذ رأوا حمر وحش فحمل أبو قتادة على الحمر فعقر منها أتانا فنزلوا فأكلوا من لحمها فقالوا نأكل لحم صيد ونحن محرمون فحملنا ما بقى من لحمها فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله انا كنا أحرمنا وقد كان أبو قتادة لم يحرم فرأينا حمر وحش فحمل عليها أبو قتادة فعقر منها أتانا فنزلنا فأكلنا من لحمها ثم قلنا انا كل لحم صيد ونحن محرمون فحملنا ما بقى من لحمها قال أمنكم أحد أمره ان يحمل عليها أو أشار إليها قالوا لا قال فكلوا ما بقى من لحمها * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم صيد البر لكم حلال وأنتم حرم ما لم تصيدوه أو يصد لكم * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس انه قال يا زيد بن أرقم أعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى له بيضات نعام وهو حرام فردهن قال نعم * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة بسند ضعيف عن أبي هريرة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حج أو عمرة فاستقبلنا رجل جراد فجعلنا نضربهن بعصينا وسياطنا فنقتلهن فاسقط في أيدينا فقلنا ما نصنع ونحن مجرمون فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا باس بصيد البحر * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال كل شئ عاش في البر والبحر فأصابه المحرم فعليه الكفارة * قوله تعالى (جعل الله الكعبة البيت الحرام) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال انما سميت الكعبة لأنها مربعة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال انما سميت الكعبة لتربيعها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس قال قياما لدينهم ومعالم لحجهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال قيامها أن يأمن من توجه إليها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قياما للناس قال قواما للناس * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قياما للناس قال صلاحا لدينهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قياما للناس قال شدة لدينهم * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قياما للناس قال عصمة في أمر دينهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال كان الناس كلهم فيهم ملوك يدفع بعضهم عن بعض ولم يكن في العرب ملوك يدفع بعضهم عن بعض فجعل الله لهم البيت الحرام قياما يدفع بعضهم عن بعض به والشهر الحرام كذلك يدفع الله بعضهم عن بعض بالأشهر الحرم والقلائد ويلقى الرجل قاتل أبيه أو ابن عمه فلا يعرض له وهذا كله قد نسخ * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب قال جعل الله البيت الحرام والشهر الحرام قياما للناس يأمنون به في الجاهلية الأولى لا يخاف بعضهم بعضا حين يلقونهم عند البيت أو في الحرم أوفى الشهر الحرام * وخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدى والقلائد قال حواجز أبقاها الله في الجاهلية بين الناس فكان الرجل لو جر كل جريرة ثم لجأ إلى الحرم لم يتناول ولم يقرب وكان الرجل لو لقى قاتل أبيه في الشهر الحرام لم يعرض له ولم يقربه وكان الرجل لو لقي الهدى مقلدا وهو يأكل العصب من الجوع لم يعرض له ولم يقربه وكان الرجل إذا أراد البيت تقلد قلادة من شعر فأحمته ومنعته من الناس وكان إذا نفر تقلد قلادة من الإذخر أو من السمر فمنعته من الناس حتى يأتي أهله حواجز أبقاها الله بين الناس في الجاهلية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن أنه تلا هذه الآية جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس قال لا يزال الناس على دين ما حجوا
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة