الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٤
البيت واستقبلوا القبلة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال جعل الله هذه الأربعة قياما للناس هي قوام أمرهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده في قوله قياما للناس قال تعظيمهم إياها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل بن حيان قياما للناس يقول قواما علما لقبلتهم وأمنا هم فيه آمنون * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم قياما للناس قال أمنا * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن مسلم بن هرمز قال حدثني من أصدق قال تنصب الكعبة يوم القيامة للناس تخبرهم بأعمالهم فيها * وأخرج أبو الشيخ عن أبي مجلز أن أهل الجاهلية كان الرجل منهم إذا أحرم تقلد قلادة من شعر فلا يعرض له أحد فإذا حج وقضى حجه تقلد قلادة من إذ خر فقال الله جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام الآية * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء الخراساني في الآية قال كانوا إذا دخل الشهر الحرام وضعوا السلاح ومشى بعضهم إلى بعض * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم في الآية قال كانت العرب في جاهليتها جعل الله هذا لهم شيئا بينهم يعيشون به فمن انتهك شيئا من هذا أو هذا لم يناظره الله حتى بعد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله تعالى أعلم * قوله تعالى (اعملوا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم) * أخرج أبو الشيخ عن الحسن ان أبا بكر الصديق حين حضرته الوفاة قال ألم تر ان الله ذكر آية الرخاء عند آية الشدة وآية الشدة عند آية الرخاء ليكون المؤمن راغبا راهبا لا يتمنى على الله غير الحق ولا يلقى بيده إلى التهلكة * قوله تعالى (قل لا يستوي) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في الآية قال الخبيث هم المشركون والطيب هم المؤمنون * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال الدرهم حلال أتصدق به أحب إلى من مائة ألف ومائة ألف حرام فان شئتم فاقرؤا كتاب الله قل لا يستوي الخبيث والطيب * وأخرج ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب حدثني يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني قال كتب إلى عمر بن عبد العزيز بعض عماله يذكر أن الخراج قد انكسر فكتب إليه عمر ان الله يقول لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فان استطعت ان تكون في العدل والاصلاح والاحسان بمنزلة من كان قبلك في الظلم والفجور والعدوان فافعل ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله يا أولي الألباب يقول من كان له لب أو عقل * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء) الآية * اخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال رجل من أبى قال فلان فنزلت هذه الآية لا تسئلوا عن أشياء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق قتادة عن أنس في قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم أن الناس سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة فخرج ذات يوم حتى صعد المنبر فقال لا تسألوني اليوم عن شئ الا أنبأتكم به فلما سمع ذلك القوم ارموا وظنوا ان ذلك بين يدي أمر قد حضر فجعلت التفت عن يميني وشمالي فإذا كل رجلا لاف ثوبه برأسه يبكى فاتاه رجل فقال يا رسول الله من أبى قال أبوك حذافة وكان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه فقال عمر بن الخطاب رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا ونعوذ بالله من سوء الفتن قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط ان الجنة والنار مثلتا لي حتى رأيتهما دون الحائط قال قتادة وان الله يربه مالا ترون ويسمعه مالا تسمعون قال وأنزل عليه يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء الآية قال قتادة وفى قراءة أبي بن كعب قد سألها قوم بينت لهم فأصبحوا بها كافرين * وأخرج البخاري وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان ناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل من أبى ويقول الرجل تضل ناقته أين ناقتي فأنزل الله فيهم هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء حتى فرغ من الآية كلها * وأخرج ابن جرير عن ابن عون قال سالت عكرمة مولى ابن عباس عن قوله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم قال ذاك يوم قام فيهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تسألوني عن شئ الا أخبرتكم به فقام رجل فكره المسلمون مقامه يومئذ فقال يا رسول الله من أبى قال أبوك حذافة فنزلت هذه الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن طاوس قال نزلت لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة