الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٦
انصرف من بئر معونة لقى رجلين كلابيين معهما أمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلهما ولم يعلم أن معهما أمانا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى النضير ومعه أبو بكر وعمر وعلى فتلقاه بنو النضير فقالوا مرحبا يا أبا القاسم لماذا جئت قال رجل من أصحابي قتل رجلين من بنى كلاب معهما أمان منى طلب منى ديتهما فأريد ان تعينوني قالوا نعم أقعد حتى نجمع لك فقعد تحت الحصن وأبو بكر وعمر وعلى وقد تآمر بنو النضير أن يطرحوا عليه حجرا فجاء جبريل فأخبره بما هموا به فقام بمن معه وأنزل الله يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم الآية * وأخرج أبو نعيم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس نحوه * وأخرج أيضا عن عروة نحوه وزاد بعد نزول الآية وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجلائهم لما أرادوا فأمرهم ان يخرجوا من ديارهم قالوا إلى أين قال إلى الحشر * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى النضير يستعينهم على دية العامريين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري فلما جاءهم خلا بعضهم ببعض فقالوا انكم لن تجدوا محمد أقرب منه الآن فمروا رجلا يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه فقال عمر بن جحاش بن كعب أنا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم الخبر فانصرف فأنزل الله فيهم وفيما أراد هو وقومه يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله إذ هم قوم أيبسطوا إليكم أيديهم قال هم يهود دخل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم حائطا لهم وأصحابه من وراء جداره فاستعانهم في مغرم في دية غرمها ثم قام من عندهم فائتمروا بينهم مقتله فخرج يمشى القهقرى معترضا ينظر إليهم ثم دعا أصحابه رجلا رجلا حتى تقاوموا إليه * وأخرج ابن جرير عن يزيد بن زياد قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير يستعينهم في عقل أصابه ومعه أبو بكر وعمر وعلى فقال أعينوني في عقل أصابني فقالوا نعم يا أبا القاسم قد آن لك ان تأتينا وتسألنا حاجة اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي تسألنا فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ينتظرونه وجاء حيى بن أخطب فقال حيى لأصحابه لا ترونه أقرب منه الآن اطرحوا عليه حجارة فاقتلوه ولا ترون شرا أبدا فجاؤوا إلى رحى لهم عظيمة ليطرحوها عليه فامسك الله عنها أيديهم حتى جاءه جبريل فأقامه من بينهم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم الآية فأخبر الله نبيه ما أرادوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق السدى عن أبي مالك في الآية قال نزلت في كعب بن الأشرف وأصحابه حين أرادوا ان يغروا رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو أحد النقباء ليلة العقبة في ثلاثين راكبا من المهاجرين والأنصار إلى غطفان فالتقوا على ماء من مياه عامر فاقتتلوا فقتل المنذر بن عمرو وأصحابه الا ثلاثا نفر كانوا في طلب ضالة لهم فلم يرعهم الا والطير تجول في جو السماء يسقط من خراطيمها علق الدم فقالوا قتل أصحابنا والرحمن فانطلق رجل منهم فلقى رجلا فاختلفا ضربتين فلما خالطه الضربة رفع طرفه إلى السماء ثم رفع عينيه فقال الله أكبر الجنة ورب العالمين وكان يرعى أعنق ليموت فانطلق صاحباه فلقيا رجلين من بنى سليم فانتسبا لهما إلى بنى عامر فقتلاهما وكان بينهما وبين النبي صلى الله عليه وسلم موادعة فقدم قومهما على النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون عقلهما فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمرو عثمان وعلى وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف حتى دخلوا على بنى النضير يستعينونهم في عقلهما فقالوا نعم فاجتمعت يهود على أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فاعتلوا له بضعة الطعام فلما أتاه جبريل بالذي أجمع لهم يهود من الغدر خرج ثم أعاد عليا فقال لا تبرح من مكانك هذا فمن مربك من أصحابي فسالك عنى فقل وجه إلى المدينة فأدركوه فجعلوا يمرون على على فيقول لهم الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى عليه آخرهم ثم تبعهم ففي ذلك أنزلت إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم حتى ولا تزال تطلع على خائنة منهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في هذه الآية قال إن قوما من اليهود صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه طعاما ليقتلوه فأوحى الله إليه بشأنهم فلم يأت الطعام وأمر أصحابه فلم يأتوه * وأخرج عبد بن
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة