الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٨
الكتاب من يعمل سوأ يجز به فقال مالكم ولهذه انما هذه للمشركين قريش وأهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس من يعمل سوأ يجز به يقول من يشرك يجز به وهو السوء ولا يجدله من دون الله وليا ولا نصيرا الا أن يتوب قبل موته فيتوب الله عليه * أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد والحكيم والترمذي والبيهقي عن الحسن في قوله من يعمل سوأ يجز به قال انما ذاك لمن أراد الله هو انه فاما من أراد الله كرامته فإنه يتجاوز عن سيئاته في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون * وأخرج البيهقي عن أنس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم شجرة فهزها حتى تساقط من ورقها ما شاء الله ان يتساقط ثم قال الأوجاع والمصيبات أسرع في ذنوب بنى ادم منى في هذه الشجرة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وفى ولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة * وأخرج أحمد عن السائب بن خلاد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من شئ يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه الا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مصيبة تصيبه المسلم الا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والحكيم الترمذي عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها الا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة * وأخرج أحمد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت عائشة لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الصالحين يشدد عليهم وانه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك الا حطت به عنه خطيئة ورفع له بها درجة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله من خطاياه * وأخرج أحمد وهناد في الزهد معا عن أبي بكر الصديق قال إن المسلم ليؤجر في كل شئ حتى في النكبة وانقطاع شسعه والبضاعة تكون في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضبنه * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد بن أبي وقاص قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال النبيون ثم الأمثل من الناس قما يزال بالعبد البلاء حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من شئ يصيب المؤمن في جسده يؤذيه الا كفر الله عنه به من سيئاته * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صداع المؤمن أو شوكة يشاكها أو شئ يؤذيه يرفعه الله بها يوم القيامة درجة ويكفر عنه بها ذنوبه * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن بريدة الأسلمي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أصاب رجلا من المسلمين نكبة فما فوقها حتى ذكر الشوكة الا لإحدى خصلتين الا ليغفر الله من الذنوب ذنبا لم يكن ليغفر الله له الا بمثل ذلك أو يبلغ به من الكرامة كرامة لم يكن يبلغها الا بمثل ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن مسعود قال إن الوجع لا يكتب به الاجر انما الاجر في العمل ولكن يكفر الله به الخطايا * وأخرج ابن سعد والبيهقي عن عبد الله بن أياس بن أبي فاطمة عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيكم يحب ان يصح فلا يسقم قالوا كلنا يا رسول الله قال أتحبون ان تكونوا كالحمير الضالة وفى لفظ الصيالة ألا تحبون ان تكونوا أصحاب بلاء وأصحاب كفارات والذي نفسي بيده ان الله ليبتلى المؤمن وما يبتليه الا لكرامته عليه وان العبد لتكون له الدرجة في الجنة لا يبلغها بشئ من عمله حتى يبتليه بالبلاء ليبلغ به تلك الدرجة * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا والبيهقي عن محمد بن خالد السلمي عن أبيه عن جده وكانت له صحبة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أوفى ماله أوفى ولده ثم صبره حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل لتكون له المنزلة عند الله فما يبلغها بعمل فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه ذلك * وأخرج البيهقي من طريق أحمد بن أبي الحوارى قال سمعت أبا سليمان يقول مر موسى عليه السلام على رجل في متعبد له ثم مر به بعد ذلك وقد مزقت السباع لحمه فرأس ملقى وفخذ ملقى وكبد ملقى فقال موسى يا رب عبدك
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة