الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٩
عن ابن عباس وما قتلوه يقينا قال يعنى لم يقتلوا ظنهم يقينا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال ما قتلوا ظنهم يقينا * وأخرج ابن جرير مثله عن جويبر والسدي * وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وابن عساكر من طريق ثابت البناني عن أبي رافع قال رفع عيسى بن مريم وعليه مدرعة وخفا راع وخذافة يخذف بها الطير * وأخرج أحمد في الزهد وأبو نعيم وابن عساكر من طريق ثابت البناني عن أبي العالية قال ما ترك عيسى ابن مريم حين رفع الا مدرعة صوف وخفى راع وقذافة يقذف بها الطير * وأخرج ابن عساكر عن عبد الجبار ابن عبد الله بن سليمان قال أقبل عيسى بن مريم على أصحابه ليلة رفع فقال لهم لا تأكلوا بكتاب الله أجرا فإنكم ان لم تفعلوا أقعدكم الله على منابر الحجر منها خير من الدنيا وما فيها قال عبد الجبار وهي المقاعد التي ذكر الله في القرآن في مقعد صدق عند مليك مقتدر ورفع عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن وهب بن منبه قال إن عيسى لما أعلمه الله انه خارج من الدنيا جزع من الموت وشق عليه فدعا الحواريين فصنع لهم طعاما فقال احضروني الليلة فان لي إليكم حاجة فلما اجتمعوا إليه من اللية عشاهم وقام يحدثهم فلما فرغوا من الطعام أخذ يغسل أيديهم ويوضيهم بيده ويمسح أيديهم بثيابه فتعاظموا ذلك وتكارموه فقال الا من رد على شيئا الليلة مما أصنع فليس منى ولا أنا منه فأقروه حتى فرغ من ذلك قال اما ما صنعت بكم الليلة مما خدمتكم فلا يتعظم بعضكم على بعض وليبذل بعضكم نفسه لبعض كما بذلت نفسي لكم وأما حاجتي التي استعنتكم عليها فتدعون لي الله وتجتهدون في الدعاء ان يؤخر أجلى فلما نصبوا أنفسهم للدعاء وأرادوا أن يجتهدوا أخذهم النوم حتى لم يستطيعوا دعاء فجعل يوقظهم ويقول سبحان الله ما تصبرون لي ليلة واحدة تعينوني فيها قالوا والله ما ندري مالنا لقد كنا نسمر فنكثر السمر وما نطيق الليلة سمرا وما نريد دعاء الا حيل بيننا وبينه فقال يذهب بالراعي وتتفرق الغنم وجعل يأتي بكلام نحو هذا ينعى به نفسه ثم قال الحق ليكفرن بي أحدكم قبل ان يصيح الديك ثلاث مرات وليبيعني أحدكم بدراهم يسيرة وليا كان ثمني فخرجوا وتفرقوا وكانت اليهود تطلبه فأخذوا شمعون أحد الحواريين فقالوا هذا من أصحابه فجحدوا قال ما أنا بصاحبه فتركوه ثم اخذه آخرون كذلك ثم سمع صوت ديك فبكى وأحزنه فلما أصبح أتى أحد الحواريين إلى اليهود فقال ما تجعلون لي ان دللتكم على المسيح فجعلوا له ثلاثين درهما فاخذها ودلهم عليه وكان شبه عليهم قبل ذلك فأخذوه واستوثقوا منه وربطوه بالحبل فجعلوا يقودونه ويقولون أنت كنت تحيى الموت وتبرئ المجنون أفلا تخلص نفسك من هذا الحبل ويبصقون عليه ويلقون عليه الشوك حتى أتوا به الخشبة التي أرادوا ان يصلبوه عليها فرفعه الله إليه وصلبوا ما شبه لهم فمكث سعا ثم إن أمه والمرأة التي كان يداويها عيسى فأبرأها الله من الجنون جاءتا تبكيان حيث المصلوب فجاءهما عيسى فقال علام تبكيان قالتا عليك قال انى قد رفعني الله إليه ولم يصبني الأخير وان هذا شئ شبه لهم فأمروا الحواريين أن يلقوني إلى مكان كذا وكذا فلقوه إلى ذلك المكان أحد عشر وقعد الذي كان باعه ودل عليه اليهود فسأل عنه أصحابه فقالوا انه ندم على ما صنع فاختنق وقتل نفسه قال لو تاب تاب الله عليه ثم سألهم عن غلام يتبعهم يقال له يحنا فقال هو معكم فانطلقوا فإنه سيصبح كل انسان منكم يحدث بلغة فليتدبر هم وليدعهم * وأخرج ابن المنذر عن وهب بن منبه قال إن عيسى عليه السلام كان سياحا فمر على امرأة تستقى فقال اسقيني من مائك الذي من شرب منه مات وأسقيك من مائي الذي من شرب منه حيى قال وصادف امرأة حكيمة فقالت له اما تكتفي بمائك الذي من شرب منه حيى عن مائي الذي من شرب منه مات قال إن ماءك عاجل ومائي آجل قالت لعلك هذا الرجل الذي يقال له عيسى بن مريم قال فإني أنا هو وأنا أدعوك إلى عبادة الله وترك ما تعبدين من دون الله عز وجل قالت فاتني على ما تقول ببرهان قال برهان ذلك أن ترجعي إلى زوجك فيطلقك قالت إن في هذا الآية بينة ما في بني إسرائيل امرأة أكرم على زوجها منى ولئن كان كما تقول انى لأعرف انك صادق قال فرجعت إلى زوجها وزوجها شاب غيور فقال ما بطؤ بك قالت مر على رجل فأرادت ان تخيره عن عيسى فاحتملته الغيرة فطلقها فقالت لقد صدقني صاحبي فخرجت تتبع عيسى وقد آمنت به فأتى عيسى ومعه سبعة وعشرون من الحواريين في بيت وأحاطوا بهم فدخلوا عليهم وقد صورهم الله على صورة عيسى فقالوا قد سحرتمونا لتبرزون لنا عيسى أو لنقتلنكم جميعا فقال عيسى
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة