النبيين وأمرنا أن نعمل بكتابنا ونؤمن بكتابكم فقضى الله بينهم فقال ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به ثم خير بين أهل الأديان فضل أهل الفضل فقال ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق جويبر عن الضحاك قال افتخر أهل الأديان فقالت اليهود كتابنا خير الكتب وأكرمها على الله ونبينا أكرم الأنبياء على الله موسى خلا به وكلمه نجيا وديننا خير الأديان وقالت النصارى عيسى خاتم النبيين آتاه الله التوراة والإنجيل ولو أدركه محمدا تبعه وديننا خير الدين وقالت المجوس وكفار العرب ديننا أقدم الأديان وخيرها وقال المسلمون محمد رسول الله خاتم الأنبياء وسيد الرسل والقرآن آخر ما نزل من عند الله من الكتب وهو أمير على كل كتاب والاسلام خير الأديان فخير الله بينهم فقال ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به يعنى بذلك اليهود والنصارى والمجوس وكفار العرب ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ثم فضل الاسلام على كل دين فقال ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهة الله الآية * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال قال أهل التوراة كتابنا خير الكتب انزل قبل كتابكم ونبينا خير الأنبياء وقال أهل الإنجيل مثل ذلك وقال أهل الاسلام كتابنا نسخ كل كتاب ونبينا خاتم النبيين وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا فقضى الله بينهم فقال ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به وخير بين أهل الأديان فقال ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح قال جلس أناس من أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الايمان فقال هؤلاء نحن أفضل منكم وقال هؤلاء نحن أفضل فقال الله ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به خص الله أهل الأديان فقال ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب قال قريش وكعب بن الأشرف * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال إن الايمان ليس بالتخلي ولا بالتمني ان الايمان ما وقر في القلب وصدقة العمل * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال قالت اليهود والنصارى لا يدخل الجنة غيرنا وقالت قريش لا نبعث فأنزل الله ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به والسوء الشرك * قوله تعالى (من يعمل سوأ يجز به) * أخرج أحمد وهناد وعبد بن حميد والحكيم والترمذي وابن جرير وأبو يعلى وابن المنذر وابن حبان وابن السني في عمل اليوم والليلة والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة عن أبي بكر الصديق أنه قال يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به فكل سوء جزينا به فقال النبي صلى الله عليه وسلم غفر الله لك يا أبا بكر ألست تنصب ألست تمرض ألست تحزن ألست تصيبك اللاواء قال بلى قال فهو ما تجزون به * وأخرج أحمد والبزار وابن جرير وابن مردويه والخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عمر قال سمعت أبا بكر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعمل سوأ يجز به في الدنيا * وأخرج ابن سعيد والترمذي الحكيم والبزار وابن المنذر والحاكم عن ابن عمر أنه مر بعبد الله بن الزبير وهو مصلوب فقال رحمك الله أبا خبيب سمعت أباك الزبير يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يعمل سوأ يجز به في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن المنذر عن أبي بكر الصديق قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية من يعمل سوأ يجز به ولا يجدله من دون الله وليا ولا نصيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ألا أقرئك آية نزلت على قلت بلى يا رسول الله فاقرأنيها فلا أعلم الا انى وجدت انقاصاما في ظهري حتى تمطيت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك يا أبا بكر قلت بأبي وأمي يا رسول الله وأينا لم يعمل السوء وانا لمجزيون بكل سوء عملناه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت وأصحابك يا أبا بكر المؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله ليس لكم ذنوب وأما الآخرون فيجمع لهم ذلك حتى يجزون به يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن عائشة عن أبي بكر قال لما نزلت من يعمل سوأ يجز به قال أبو بكر يا رسول الله كل ما نعمل نؤاخذ به فقال يا أبا بكر أليس يصيبك كذا وكذا فهو كفارة * واخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن مسروق قال قال أبو بكر يا رسول الله ما أشد هذه الآية من
(٢٢٦)