الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٩
كان يطيعك فابتليته بهذا فأوحى الله إليه يا موسى انه سألني درجة لم يبلغها بعمله فابتليته بهذا لأبلغه بذلك الدرجة * وأخرج البيهقي عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ضرب من مؤمن عرق الا حط الله به عنه خطيئة وكتب له به حسنة ورفع له به درجة * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ليبتلى عبده بالسقم حتى يكفر كل ذنب * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صدع في سبيل الله ثم احتسب غفر الله له ما كان قبل ذلك من ذنب * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن يزيد بن أبي حبيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الصداع والمليلة بالمرء المسلم حتى يدعه مثل الفضة البيضاء * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عامر أخي الخضر قال انى لبأرض محارب إذا رايات وألوية فقلت ما هذا قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست إليه وهو في ظل شجرة قد بسط له كساء وحوله أصحابه فذكروا الأسقام فقال إن العبد المؤمن إذا أصابه سقم ثم عافاه الله كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل من عمره وان المنافق إذا مرض وعوفي كان كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه لا يدرى فيما عقلوه ولا فيما أطلقوه فقال رجل يا رسول الله ما الأسقام قال أو ما سقمت قط قال لا قال فقم عنا فلست منا * وأخرج البيهقي عن أبي امامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يصرع صرعة من مرض الا بعثه منه طاهرا * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العبد إذا مرض أوحى الله إلى ملائكته يا ملائكتي إذا قيدت عبدي بقيد من قيودي فان أقبضه أغفر له وان أعافه فجسده مغفور لا ذنب له وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليجرب أحدكم بالبلاء وهو أعلم كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار فمنهم من يخرج كالذهب الإبريز فذلك الذي نجاه الله من السيئات ومنهم من يخرج كالذهب دون ذلك فذلك الذي يشك بعض الشك ومنهم من يخرج كالذهب الأسود فذلك الذي قد افتتن * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي من طريق بشير بن عبد الله بن أبي أيوب الأنصاري عن أبيه عن جده قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار فأكب عليه فسأله فقال يا نبي الله ما غمضت منذ سبع ليال ولا أحد يحضرني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أحي اصبر أي أخي اصبر تخرج من ذنوبك كما دخلت فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعات الأمراض يذهبن ساعات الخطايا * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعات الأذى يذهبن ساعات الخطايا * وأخرج البيهقي عن الحكم بن عتيبة رفعه قال إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له من العمل ما يكفر ذنوبه ابتلاه الله بالهم يكفر به ذنوبه وأخرج ابن عدي والبيهقي وضعفه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليبتلى عبده بالبلاء والهم حتى يتركه من ذنبه كالفضة المصفاة * وأخرج البيهقي عن المسيب بن رافع ان أبا بكر الصديق قال إن المرء المسلم يمشى في الناس وما عليه خطيئة قيل ولم ذلك يا أبا بكر قال بالمصائب والحجر والشوكة والشسع ينقطع * وأخرج أحمد عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الصداع والمليلة لا يزال بالمؤمن وان ذنبه مثل أحد فما يتركه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل * وأخرج أحمد عن خالد بن عبد الله القسري عن جده يزيد بن أسد انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء قال ما يسرني بليلة أمرضها حمر النعم * وأخرج ابن أبي شيبة عن عياض بن غضيف قال دخلنا على أبى عبيدة بن الجراح نعوده فإذا وجهه مما يلي الجدار وامرأته قاعدة عند رأسه قلت كيف بات أبو عبيدة قالت بات بأجر فاقبل علينا بوجهه فقال انى لم أبت بأجر ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة * وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان قال إن المؤمن يصيبه الله بالبلاء ثم يعافيه فيكون كفارة لسيئاته ومستعتبا فيما بقى وان الفاجر يصيبه الله بالبلاء ثم يعافيه فيكون كالبعير عقله أهله لا يدرى لما عقلوه ثم أرسلوه فلا يدرى لما أرسلوه * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمار انه كان عنده اعرابي فذكروا الوجع فقال عمار ما اشتكيت قط قال لا فقال عمار لست منا ما من عبد يبتلى الا حط عنه خطاياه كما تحط الشجرة ورقها وان الكافر يبتلى فمثله البعير عقل فلم يدر لما عقل وأطلق فلم يدر لما أطلق * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله من يعمل سوأ يجز به قال الشرك * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة