الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٧
يعمل سوأ يجز به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد البخاري في تاريخه وأبو يعلى وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن عائشة أن رجلا تلا هذه الآية من يعمل سوأ يجز به قال انا لنجزى بكل ما عملناه هلكنا اذن فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم يجزى به المؤمن في الدنيا في نفسه في جسده فيما يؤذيه * وأخرج أبو داود وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن عائشة قالت قلت يا رسول الله انى لأعلم أشد آية في القرآن قال ما هي يا عائشة قلت من يعمل سوأ يجز به فقال هو ما يصيب العبد من السوء حتى النكبة ينكبها يا عائشة من نوقش هلك ومن حوسب عذب قلت يا رسول الله أليس الله يقول فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذاك العرض يا عائشة من نوقش الحساب عذب * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية من يعمل سوأ يجز به قال إن المؤمن يؤجر في كل شئ في الغط عند الموت * وأخرج أحد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها * وأخرج ابن راهويه في مسند وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن أبي المهلب قال رحلت إلى عائشة في هذه الآية من يعمل سوأ يجز به قالت هو ما يصيبكم في الدنيا * وأخرج سعيد بن مصور وابن أبي شيبة ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال لما نزلت من يعمل سوأ يجز به شق ذلك على المسلمين وبلغت منهم ما شاء الله فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سددوا وقاربوا فان في كل ما أصاب المسلم كفارة حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها وفى لفظ عند ابن مردويه بكينا وحزنا وقلنا يا رسول الله ما أبقت هذه الآية من شئ قال أما والذي نفسي بيده انها لكما نزلت ولكن أبشروا وقاربوا وسددوا انه لا يصيب أحدا منكم مصيبة في الدنيا الا كفر الله بها خطيئة حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة وأبى سعيد أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه الا كفر الله به من سيئاته * وأخرج أحمد ومسدد وابن أبي الدنيا في الكفارات وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي سعيد قال قال رجل يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا مالنا بها قال كفارات قال أبى وان قلت قال وان شوكة فما فوقها * وأخرج ابن راهويه في مسنده عن محمد بن المنتشر قال قال رجل لعمر بن الخطاب انى لا أعرف أشد آية في كتاب الله فأهوى عمر فضربه بالدرة وقال مالك نقبت عنها فانصرف حتى كان الغد قال له عمر الآية التي ذكرت بالأمس فقال من يعمل سوأ يجز به فما منا أحد يعمل سوأ الا جزى به فقال عمر لبثنا حين نزلت ما ينفعنا طعام ولا شراب حتى أنزل الله بعد ذلك ورخص وقال من يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفور رحيما * وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه والبيهقي عن أمية بنت عبد الله قالت سألت عائشة عن هذه الآية من يعمل سوأ يجز به فقالت لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد بعد أن سالت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة هذه مبايعة الله العبد بما يصيبه من الحمى والحزن والنكبة حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها تحت ضبنه حتى أن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكبر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن جرير والبيهقي عن زياد بن الربيع قال قلت لأبي بن كعب آية في كتاب الله قد أحزنتني قال ما هي قلت من يعمل سوأ يجز به قال ما كنت أراك الا أفقه مما أرى ان المؤمن لا تصيبه مصيبة عثرة قدم ولا اختلاج عرق ولا نحبة نملة الا بذنب وما يعفوه الله عنه أكثر حتى اللدغة والنفحة * وأخرج هناد وأبو نعيم في الحلية عن إبراهيم بن مرة قال جاء رجل إلى أبى فقال يا أبا المنذر آية في كتاب الله قد غمتني قال أي آية قال من يعمل سوأ يجز به قال ذاك العبد المؤمن ما أصابته من نكبة مصيبة فيصبر فيلقى الله عز وجل ولا ذنب له * وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رباح قال لما نزلت من يعمل سوأ يجز به قال أبو بكر جاءت قاصمة الظهر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هي المصيبات في الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ان ابن عمر لقيه حزينا فسأله عن هذه الآية ليس بأمانيكم ولا أماني أهل
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة