الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٣١
قال لا طعامه الطعام يا محمد * وأخرج الديلمي بسند واه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس يا عم أتدري لم اتخذ الله إبراهيم خليلا هبط إليه جبريل فقال أيها الخليل هل تدرى بما استوجبت الخلة فقال لا أدرى يا جبريل قال لأنك تعطى ولا تأخذ * وأخرج الحافظ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في فضائل العباس عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم واتخذه خليلا واصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ثم اصطفى من ولدا إسماعيل نزارا ثم اصطفى من ولد نزار مضر ثم اصطفى من مضر كنانة ثم اصطفى من كنانة قريشا ثم اصطفى من قريش بنى هاشم ثم اصطفى من بنى هاشم بنى عبد المطلب ثم اصطفاني من بنى عبد المطلب * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي في شعب الايمان وضعفه وابن عساكر والديلمي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ الله إبراهيم خليلا وموسى نجيبا واتخذني حبيبا ثم قال وعزتي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيي * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن علي ابن أبي طالب قال أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم قبطيتين والنبي صلى الله عليه وسلم حلة حبرة وهو عن يمين العرش والله أعلم * قوله تعالى (ويستفتونك في النساء) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله ويستفتونك في النساء الآية قال كان أهل الجاهلية لا يورثون المولود حتى يكبر ولا يورثون المرأة فلما كان الاسلام قال ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في أول السورة في الفرائض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال كان لا يرث الا الرجل الذي قد بلغ ان يقوم في المال ويعمل فيه لا يرث الصغير ولا المرأة شيئا فلما نزلت المواريث في سورة النساء شق ذلك على الناس وقالوا أيرث الصغير الذي لا يقوم في المال والمرأة التي هي كذلك فيرثان كما يرث الرجل فرجوا ان يأتي في ذلك حدث من السماء فانتظروا فلما رأو انه لا يأتي حدث قالوا لئن تم هذا انه لواجب ما عنه بد ثم قالوا سلوا فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في أول السورة في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن قال سعيد بن جبير وكان الولي إذا كانت المرأة ذات جمال ومال رغب فيها ونكحها واستأثر بها وإذا لم تكن ذات جمال ومال أنكحها ولم ينكحها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصبيان شيئا كانوا يقولون لا يغزون ولا يغنمون خيرا ففرض الله لهن الميراث حقا واجبا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن إبراهيم في الآية قال كانوا إذا كانت الجارية يتيمة دميمة لم يعطوها ميراثها وحبسوها من التزويج حتى تموت فيرثوها فأنزل الله هذا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال كانت اليتيمة تكون في حجر الرجل فيرغب ان ينكحها ولا يعطيها مالها رجاء ان تموت فيرثها وان مات لها حميم لم تعط من الميراث شيئا وكان ذلك في الجاهلية فبين الله لهم ذلك وكانوا لا يورثون الصغير والضعيف شيئا فامر الله أن يعطي نصيبه من الميراث * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال كان جابر بن عبد الله له ابنة عم عمياء وكانت دميمة وكانت قد ورثت من أبيها مالا فكان جابر يرغب من نكاحها ولا ينكحها رهبة ان يذهب الزوج بمالها فسال النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وكان ناس في حجورهم جوار أيضا مثل ذلك فأنزل الله فيهم هذا * وأخرج ابن أبي شيبة من طريق السدى عن أبي مالك في قوله وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن قال كانت المرأة إذا كانت عند ولى يرغب عن حسنها لم يتزوجها ولم يترك أحدا يتزوجها والمستضعفين من الولدان قال كانوا لا يورثون الا الأكبر فالأكبر * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير في قوله وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء قال ما يتلى عليكم في أول السورة من المواريث وكانوا لا يورثون امرأة ولا صبيا حتى يحتلم * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عائشة في قوله ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن إلى قوله وترغبون أن تنكحوهن قالت هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها قد شركته في ماله حتى في العذق فيرغب ان ينكحها ويكره ان يزوجها رجلا فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها فنزلت هذه الآية * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة