الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٠
أو بعض ما يكون عليه وانه قام فترك نعليه فأخذت ركوة من ماء فاتبعته فمضى ساعة ثم رجع ولم يقض حاجته فقال إنه أتاني آت من ربى فقال إنه من يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما فأردت ان أبشر أصحابي قال أبو الدرداء وكانت قد شقت على الناس التي قبلها من يعمل سوأ يجزيه فقلت يا رسول الله وان زنى وان سرق ثم استغفر ربه غفر الله له قال نعم قلت الثانية قال نعم قلت الثالثة قال نعم على رغم أنف عويمر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن سيرين ثم يرم به بريئا قال يهوديا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وعلمك ما لم تكن تعلم قال علمه الله بيان الدنيا والآخرة بين حلاله وحرامه ليحتج بذلك على خلقه * وأخرج عن الضحاك قال علمه الخير والشر والله أعلم * قوله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم) الآية * اخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله لا خير في كثير من نجواهم الامن أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس من جاءك يناجيك في هذا فاقبل مناجاته ومن جاءك يناجيك في غير هذا فاقطع أنت عنه ذاك لا تناجيه * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان الامن أمر بصدقة أو معروف قال المعروف القرض * واخرج الترمذي وابن ماجة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي الدنيا في الصمت وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد بن حنيش قال دخلنا على سفيان الثوري نعوده ومعنا سعيد بن حسان المخزومي فقال له سفيان أعد على الحديث الذي كنت حدثتنيه عن أم صالح قال حدثتني أم صالح بنت صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام ابن آدم كله عليه لا له الا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكر الله عز وجل فقال محمد ابن يزيد ما أشد هذا الحديث فقال سفيان وما شدة هذا الحديث انما جاءت به امرأة عن امرأة هذا في كتاب الله الذي أرسل به نبيكم صلى الله عليه وسلم أما سمعت الله يقول لا خير في كثير من نجواهم الامن أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس فهو هذا بعينه أوما سمعت الله يقول يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الامن أذن له الرحمن وقال صوابا فهو هذا بعينه أو ما سمعت الله يقول والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فهو هذا بعينه * واخرج مسلم والبيهقي عن ابن شريح الخزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت * وأخرج البخاري والبيهقي عن سهل بن سعدان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يضمن لي ما بين لحييه وما بن رجليه أضمن له الجنة * وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي عن سهل بن سعد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أكثر ما يدخل الناس النار الا جوفان الفم والفرج * وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله مرني بأمر أعتصم به في الاسلام قال قل آمنت بالله ثم استقم قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف على قال هذا وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف لسان نفسه * وأخرج البيهقي عن أبي عمرو الشيباني قال حدثني صاحب هذه الدار يعنى عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة على ميقاتها قلت ثم ماذا يا رسول الله قال ثم بر الوالدين قلت ثم ماذا يا رسول الله قال إن يسلم الناس من لسانك قال ثم سكت ولو استزدته لزادني * وأخرج الترمذي والبيهقي عن عقبة بن عامر قال قلت يا نبي الله ما النحاة قال أملك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك * وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبي الدنيا في الصمت والبيهقي عن أسود بن أبي أصرم المحاربي قال قلت يا رسول الله أوصني قال هل تملك لسانك قلت فما أملك إذا لم أملك لساني قال فهل تملك يدك قلت فما أملك إذا لم أملك يدي قال فلا تقل بلسانك الا معروفا ولا تبسط يدك الا إلى خير * وأخرج البيهقي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار رحم الله أمر أتكلم فغنم أو سكن فسلم * وأخرج البيهقي عن الحسن قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله عبدا تكلم فغنم أو سكت فسلم * وأخرج البيهقي عن ابن مسعود انه أتى على الصفا فقال يا لسان قل خيرا تغنم أو اصمت تسلم من قبل ان تندم قالوا يا أبا عبد الرحمن هذا شئ تقوله أو سمعته قال لا بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أكثر خطايا ابن آدم في
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة