الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢١٤
على أدبارهم حتى قاموا مقام الآخرين وجاء الآخرون يتخللونهم حتى قاموا وراءه فصلى بهم ركعة أخرى ثم سلم فقام الذين يلونه والآخرون فصلوا ركعة ركعة فسلم بعضهم على بعض فتممت للامام ركعتان في جماعة وللناس ركعة ركعة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن مجاهد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان والمشركين بضجنان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ورآه المشركون يركع ويسجد ائتمروا ان يغيروا عليه فلما حضرت العصر صف الناس خلفه صفين فكبر وكبروا جميعا وركع وركعوا جميعا وسجد وسجد الصف الذين يلونه وقام الصف الثاني الذين بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم فلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه سجد الصف الثاني فلما رفعوا رؤسهم ركع وركعوا جميعا وسجد وسجد الصف الذين يلونه وقام الصف الثاني بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم فلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه سجد الصف الثاني قال مجاهد فكان تكبيرهم وركوعهم وتسليمه عليهم سواء وتصافوا في السجود قال مجاهد فلم يصل رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف قبل يومه ولا بعده * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال صليت صلاة الخوف مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ركعتين الا المغرب فإنه صلاها ثلاثا * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الظهر قبل ان تنزل صلاة الخوف فتلهف المشركون ان لا يكونوا حملوا عليه فقال لهم رجل فان لهم صلاة قبل مغير بان الشمس هي أحب إليهم من أنفسهم فقالوا لو قد صلوا بعد لحملنا عليهم فأرصدوا ذلك فنزلت صلاة الخوف فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بصلاة العصر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير من طريق أبى الزبير عن جابر قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلقينا المشركين بنخل فكانوا بيننا وبين القلة فلما حضرت صلاة الظهر صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جميع فلما فرغنا تآمر المشركون فقالوا لو كنا حملنا عليهم وهم يصلون فقال بعضهم فان لهم صلاة ينتظر وأنها تأتى الآن وهي أحب إليهم من أبنائهم فإذا صلوا تميلوا عليهم فجاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخبر وعلمه كيف يصلى فلما حضرت العصر قام نبي الله صلى الله عليه وسلم مما يلي العدو وقمنا خلفه صفين فكبر نبي الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا جميعا ثم ذكر نحوه * وأخرج البزار عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف أمر الناس فأخذوا السلاح عليهم فقامت طائفة من ورائهم مستقبلي العدو وجاءت طائفة فصلوا معه فصلى بهم ركعة ثم قاموا إلى الطائفة التي لم تصل وأقبلت الطائفة التي لم تصل معه فقاموا خلفه فصلى بهم ركعة وسجدتين ثم سلم عليهم فلما سلم قام الذين قبل العدو فكبروا جميعا وركعوا ركعة وسجدتين بعدما سلم * وأخرج أحمد عن جابر قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات قبل صلاة الخوف وكانت صلاة الخوف في السنة السابعة * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة إلى قوله فليصلوا معك فإنه كانت تأخذ طائفة منهم السلاح فيقبلون على العدو والطائفة الأخرى يصلون مع الامام ركعة ثم يأخذون أسلحتهم فيستقبلون العدو ويرجع أصحابهم فيصلون مع الامام ركعة فيكون للامام ركعتان ولسائر الناس ركعة واحدة ثم يقضون ركعة أخرى وهذا تمام من الصلاة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فإذا سجدوا يقول فإذا سجدت الطائفة التي قامت معك في صلاتك تصلى بصلاتك ففرغت من سجودها فليكونوا من ورائكم يقول فليصيروا بعد فراغهم من سجودهم خلفكم مصافي العدو في المكان الذي فيه سائر الطوائف التي لم تصل معك ولم تدخل معك في صلاتك * قوله تعالى (ولا جناح عليكم) * أخرج البخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس في قوله ان كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى قال نزلت في عبد الرحمن بن عوف كان جريحا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في الآية قال رخص في وضع السلاح عند ذلك وأمرهم ان يأخذوا حذرهم وفى قوله عذابا مهينا قال يعنى بالمهين الهوان وفى قوله فإذا قضيتم الصلاة قال صلاة الخوف فاذكروا الله قال باللسان فإذا اطمأننتم يقول إذا استقررتم وأمنتم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم قال بالليل والنهار في البر والبحر وفى السفر والحضر والغنى والفقر والسقم والصحة والسر والعلانية وعلى كل
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة