الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٩٠
الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد فرجع ناس خرجوا معه فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين فرقة تقول نقتلهم وفرقة تقول لا فأنزل الله فمالكم في المنافقين فئتين الآية كلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها طيبة وانها تنفى الخبث كما تنفى النار خبث الفضة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبد العزيز بن محمد عن زيد ابن أسلم عن ابن لسعد بن معاذ الأنصاري ان هذه الآية أنزلت فينا فمالكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال من لي بمن يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني فقام سعد ابن معاذ فقال إن كان منا يا رسول الله قتلناه وان كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا فأطعناك فقام سعد بن عبادة فقال ما بك يا ابن معاذ طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن عرفت ما هو منك فقام أسيد بن حضير فقال إنك يا ابن عبادة منافق تحب المنافقين فقام محمد بن مسلمة فقال اسكتوا أيها الناس فان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأمرنا فننفذ لامره فأنزل الله فمالكم في المنافقين فئتين الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال إن قوما كانوا بمكة قد تكلموا بالاسلام وكانوا يظاهرون المشركين فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لهم فقالوا ان لقينا أصحاب محمد فليس علينا فيهم باس وان المؤمنين لما أخبروا انهم قد خرجوا من مكة قالت فئة من المؤمنين اركبوا إلى الخبثاء فاقتلوهم فإنهم يظاهرون عليكم عدوكم وقالت فئة أخرى من المؤمنين سبحان الله أتقتلون قوما قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به من اجل انهم لم يهاجروا ويتركوا ديارهم تستحل دماؤهم وأموالهم فكانوا كذلك فئتين والرسول عندهم لا ينهى واحدا من الفريقين عن شئ فنزلت فما لكم في المنافقين فئتين إلى قوله حتى يهاجروا في سبيل الله يقول حتى يصنعوا كما صنعتم فان تولوا قال عن الهجرة * وأخرج أحمد بسند فيه انقطاع عن عبد الرحمن بن عوف ان قوما من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأسلموا وأصابهم وباء المدينة حماها فأركسوا خرجوا من المدينة فاستقبلهم نفر من الصحابة فقالوا لهم مالكم رجعتم قالوا أصابنا وباء المدينة فقالوا مالكم في رسول الله أسوة حسنة فقال بعضهم نافقوا وقال بعضهم لم ينافقوا انهم مسلمون فأنزل الله فمالكم في المنافقين فئتين الآية * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ان نفرا من طوائف العرب هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكثوا معه ما شاء الله ان يمكثوا ثم ارتكسوا فرجعوا إلى قومهم فلقوا سرية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفوهم فسألوهم ما ردكم فاعتلوا لهم فقال بعض القوم لهم نافقتم فلم يزل بعض ذلك حتى فشا فيهم القول فنزلت هذه الآية فمالكم في المنافقين فئتين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فمالكم في المنافقين فئتين قال قوم خرجوا من مكة حتى جاؤوا المدينة يزعمون أنهم مهاجرون ثم ارتدوا بعد ذلك فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فيها فاختلف فيهم المؤمنون فقائل يقول هم منافقون وقائل يقول هم مؤمنون فبين الله نفاقهم فامر بقتلهم فجاؤوا ببضائعهم يريدون هلال بن عويمر الأسلمي وبينه وبين محمد عليه السلام حلف وهو الذي حصر صدره ان يقاتل المؤمنين أو يقاتل قومه فدفع عنهم بأنهم يؤمنون هلالا وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فمالكم في المنافقين فئتين قال ذكر لنا انهما كانا رجلين من قريش كانا مع المشركين بمكة وكانا قد تكلما بالاسلام ولم يهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيهما ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما مقبلان إلى مكة فقال بعضهم ان دماء هما وأموالهما حلال وقال بعضهم لا يحل ذلك لكم فتشاجروا فيهما فأنزل الله فمالكم في المنافقين فئتين حتى بلغ ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم * وأخرج ابن جرير عن معمر بن راشد قال بلغني ان ناسا من أهل مكة كتبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم انهم قد أسلموا وكان ذلك منهم كذبا فلقوهم فاختلف فيهم المسلمون فقالت طائفة دماؤهم حلال وطائفة قالت دماؤهم حرام فأنزل الله فمالكم في المنافقين فئتين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال هم ناس تخلفوا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة