الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٦٩
آل فرعون) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال قالت الكهنة لفرعون انه يولد في هذا العام مولود يذهب بملكك فجعل فرعون على كل ألف امرأة مائة رجل وعلى كل مائة عشرا وعلى كل عشر رجلا فقال انظروا كل امرأة حامل في المدينة فإذا وضعت حملها ذكرا فاذبحوه وان كانت أنثى فخلوا عنها وذلك قوله يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله يسومونكم سوء العذاب الآية قال إن فرعون ملكهم أربعمائة سنة فقال له الكهنة سيولد العام بمصر غلام يكون هلاكك على يديه فبعث في أهل مصر للنساء قوابل فإذا ولدت امرأة غلاما أتى به فرعون فقتله ويستحي الجواري * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بلاء من ربكم عظيم يقول نعمة * وأخرج وكيع عن مجاهد في قوله وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم قال نعمة من ربكم عظيمة * قوله تعالى (وإذ فرقنا بكم البحر) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون قال أي والله لفرق بهم البحر حتى صار طريقا يبسا يمشون فيه فأنجاهم وأغرق آل فرعون عدوهم نعم من عند الله يعرفهم لكيما يشكروا ويعرفوا حقه * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والبيهقي عن ابن عباس قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال ما هذا اليوم الذي تصومون قالوا هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصومه * وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير ان هرقل كتب إلى معاوية وقال إن كان بقى فيهم شئ من النبوة فسيخبرني عما أسألهم عنه قال وكتب إليه يسأله عن المجرة وعن القوس وعن البقعة التي لم تصبها الشمس الا ساعة واحدة قال فلما أتى معاوية الكتاب والرسول قال إن هذا شئ ما كنت أوبه له ان أسال عنه إلى يومى هذا من لهذا قالوا ابن عباس وطوى معاوية كتاب هرقل وبعثه إلى ابن عباس فكتب إليه ان القوس أمان لأهل الأرض من الغرق والمجرة باب السماء الذي تشق منه واما البقعة التي لم تصبها الشمس الا ساعة من نهار فالبحر الذي أفرج عن بني إسرائيل * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء * قوله تعالى (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة) * أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة قال ذا القعدة وعشرا من ذي الحجة وذلك حين خلف موسى أصحابه واستخلف عليهم هارون فمكث على الطور أربعين ليلة وأنزل عليهم التوراة في اللوح فقربه الرب نجيا وكلمه وسمع صرير القلم وبلغنا انه لم يحدث حدثا في الأربعين ليلة حتى هبط الطور * قوله تعالى (ثم اتخذتم) * أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال اسم عجل بني إسرائيل الذي عبدوه يهبوب * قوله تعالى (ثم عفونا عنكم) الآية * أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ثم عفونا عنكم من بعد ذلك يعنى من بعدما اتخذتم العجل * قوله تعالى (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان قال الكتاب هو الفرقان فرق بين الحق والباطل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال الفرقان جماع اسم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان * قوله تعالى (وإذ قال موسى لقومه يا قوم) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال أمر موسى قومه عن أمر ربه ان يقتلوا أنفسهم واحتبى الذين عكفوا على العجل فجلسوا وقام الذين لم يعكفوا على العجل فأخذوا الخناجر بأيديهم وأصابتهم ظلمة شديدة فجعل يقتل بعضهم بعضا فانجلت الظلمة عنهم وقد أجلوا عن سبعين ألف قتيل كل من قتل منهم كانت له توبة وكل من بقى كانت له توبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي قال قالوا موسى ما توبتنا قال يقتل بعضكم بعضا فأخذوا السكاكين فجعل الرجل يقتل أخاه وأباه وابنه والله لا يبالي من قتل حتى قتل منهم سبعون ألفا فأوحى الله إلى موسى مرهم فليرفعوا أيديهم وقد غفر لمن قتل وتيب على من بقى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله انكم ظلمتم أنفسكم الآية قال أمر القوم بشديدة من البلاء فقاموا يتناحرون بالشفار ويقتل بعضهم بعضا حتى بلغ الله نقمته فيهم وعقوبته فلما بلغ ذلك سقطت الشفار من أيديهم وامسك عنهم القتل فجعله الله للحي منهم توبة وللمقتول شهادة * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير عن الزهري قال لما أمرت بنو إسرائيل بقتل
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست