الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٦١
ومسلم وأبو داود والنسائي عن قبيصة بن المخارق قال تحملت حمالة فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ثم قال يا قبيصة ان المسألة لا تحل الا لأحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة فحلت له المسألة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا * وأخرج البزار والطبراني والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك * وأخرج البزار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب الغنى الحليم المتعفف ويبغض البذئ الفاجر السائل الملح * وأخرج البزار عن عبد الرحمن بن عوف قال كانت لي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة فلما فتحت قريظة جئت لينجز لي ما وعدني فسمعته يقول من يستغن يغنه الله ومن يقنع يقنعه الله فقلت في نفسي لا جرم لا أساله شيئا * وأخرج مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف عن المسألة اليد العليا خير من اليد السفلى والعليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة * وأخرج ابن سعد عن عدى الجذامي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس تعلموا فإنما الأيدي ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطى الوسطى ويد المعطى السفلى فتغنوا ولو بحزم الحطب * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي ثلاث يد الله هي العليا ويد المعطى التي تليها يد السائل السفلى إلى يوم القيامة فاستعفف عن السؤال ما استطعت * وأخرج الطبراني في الأوسط عن سهل بن سعد قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزى به واحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس * وأخرج ابن حبان عن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى قلت نعم يا رسول الله قال افترى قلة المال هو الفقر قلت نعم يا رسول الله قال انما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب * وأخرج مسلم والترمذي عن عبد الله بن عمر وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه * وأخرج الترمذي والحاكم وصححاه عن فضالة بن عبيد انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى لمن هدى للاسلام وكان عيشه كفافا وقنع * وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والطمع فإنه هو الفقر وإياكم وما يعتذر منه * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الزهد عن سعد بن أبي وقاص قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله أوصني وأوجز فقال عليك بالأياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه فقر حاضر وإياك وما يعتذر منه * وأخرج البيهقي في الزهد عن جابر ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القناعة كنز لا يفنى * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي عن أنس ان رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال أما في بيتك شئ قال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء قال ائتني بهما فاتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقال من يشترى هذين قال رجل أنا آخذهما بدرهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا قال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما للأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فائتني به فاتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال اذهب فاحتطب وبع فلا أرينك خمسة عشر يوما ففعل فجاءه وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير لك من أن تجئ المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة ان المسألة لا تصلح الا لثلاث لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن ماجة عن الزبير بن العوام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان يأخذ
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست