الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٣٦٠
الله لمسؤول ومنطى قال وكلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتنا * وأخرج البيهقي عن مسعود بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم انه أتى برجل يصلى عليه فقال كم ترك فقالوا دينارين أو ثلاثة قال ترك كيتين أو ثلاث كيات فلقيت عبد الله القاسم بن مولى أبى بكر فذكرت ذلك له فقال ذاك رجل كان يسال الناس تكثرا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن خزيمة والطبراني والبيهقي عن حبشي بن جنادة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذي يسال من غير حاجة كمثل الذي يلتقط الجمر ولفظ ابن أبي شيبة من سال الناس ليثري به ماله فإنه خموش في وجهه ورضف من جهنم يأكله يوم القيامة وذلك في حجة الوداع * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وابن ماجة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سال الناس تكثرا فإنما يسال جمرا فليستقل أو ليستكثر * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والطبراني في الأوسط عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سال مسالة عن ظهر غنى استكثر بها من رضف جهنم قالوا وما ظهر غنى قال عشاء ليلة * وأخرج أحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان عن سهل بن الحنظلية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل شيئا وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم قالوا يا رسول الله وما يغنيه قال ما يغديه أو يعشيه * وأخرج ابن حبان عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل الناس ليثري ماله فإنما هي رضف من النار يلهبه فمن شاء فليقل ومن شاء فليكثر * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن أبي ليلى قال جاء سائل فسال أبا ذر فأعطاه شيئا فقيل له تعطيه وهو موسر فقال إنه سائل وللسائل حق وليتمنين يوم القيامة أنها كانت رضفة في يده * وأخرج مسلم والترمذي والنسائي عن عوف بن مالك الأشجعي قال كنا تسعة أو ثمانية أو سبعة قال ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا علام نبايعك قال إن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وتطيعوا ولا تسألوا الناس فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فلا يسال أحدا يناوله إياه * وأخرج أحمد عن أبي ذر قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل لك إلى البيعة ولك الجنة قلت نعم فشرط على أن لا أسال الناس شيئا قلت نعم قال ولا سوطك ان سقط منك حتى تنزل فتأخذه * وأخرج أحمد عن أبي مليكة قال ربما سقط الخطام من يد أبى بكر الصديق فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه فقالوا له أفلا أمرتنا فنناولكه فقال إن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني ان لا أسال أحدا شيئا * وأخرج الطبراني عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يبايع فقال ثوبان بايعنا يا رسول الله قال على أن لا تسألوا أحدا شيئا فقال ثوبان فماله يا رسول الله قال الجنة فبايعه ثوبان قال أبو أمامة فلقد رأيته بمكة في أجمع ما يكون من الناكدة يسقط سوطه وهو راكب فربما وقع على عاتق الرجل فيأخذه لرجل فيناوله فما يأخذه منه حتى يكون هو ينزل فيأخذه * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة فقلت أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا ولابن ماجة فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد ناولنيه حتى ينزل فيأخذه * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن حكيم بن حزام قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال يا حكيم هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى ان يقبل منه شيئا ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفى رضي الله عنه * وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن عوف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث والذي نفسي بيده ان كنت لحالفا عليهن لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة الا زاده الله بها عزا ولا يفتح عبد باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر * وأخرج أحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري قال قال عمر يا رسول الله لقد سمعت فلانا وفلانا يحسنان الثناء يذكران انك أعطيتهما دينارين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكن فلانا ما هو كذلك لقد أعطيته ما بين عشرة إلى مائة فما يقول ذلك أما والله ان أحدكم ليخرج بمسألته من عندي يتأبطها نارا قال عمر يا رسول الله لم تعطيها إياهم قال فما أصنع يأبون الا مسألتي ويأبى الله لي النحل * وأخرج ابن أبي شيبة
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست